قرر مجلس الامن الدولي الخميس انهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، فيما دعت روسيا القوى العالمية الى تحديد مهلة نهائية للحكومة السورية وقوات المعارضة لوقف اعمال العنف. وقررت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن عدم تجديد مهمة المراقبين الدوليين في سوريا والتي تنتهي مدتها منتصف ليل الاحد. وفي وقت سابق من هذا العام قرر مجلس الامن ارسال نحو 300 مراقب عسكري غير مسلح الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار الذي تم التفاوض عليه بوساطة مبعوث الامم المتحد والجامعة العربية كوفي انان والرئيس السوري بشار الاسد. وقال المبعوث الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو بعد اجتماع عقده المجلس لبحث المسالة السورية، ان "شروط استمرار مهمة بعثة المراقبين الدوليين غير متوفرة". وصرح ادموند موليت من قسم حفظ السلام في الاممالمتحدة للصحافيين ان "هذه المهمة ستنتهي عند منتصف ليل الاحد". وقال ان مئة مراقب ومراقب و72 موظفا مدنيا سيغادرون سوريا بحلول يوم الجمعة من الاسبوع المقبل وايد مجلس الامن خطة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للابقاء على مكتب اتصال سياسي في دمشق لدعم جهود الشخص الذي سيخلق مبعوث الجامعة العربية والاممالمتحدة السابق كوفي انان. ولا يزال بان كي مون يتفاوض مع وزير الخارجية الجزائري السابق الاخضر الابراهيمي لخلافة انان، بحسب ما افاد مسؤولون ودبلوماسيون. والشهر الماضي مدد مجلس الامن الدولي بعثة المراقبين "30 يوما" للمرة الاخيرة، واكد ان المهمة لن تستمر الا اذا توقف العنف. الا ان العنف تصاعد، وقال ناشطون سوريون ان اكثر من 23 الف شخص قتلوا خلال الاشهر ال17 الاخيرة، بينما تقول الاممالمتحدة ان اكثر من 18 شخص قتلوا. ويرغب انان في الابقاء على مكتب سياسي في سوريا رغم انسحاب المراقبين. وقال جيرار ارو الذي يرأس مجلس الامن لشهر اب/اغسطس، انه بعث برسالة الى بان كي مون اعرب فيها عن تاييد المجلس لاقتراحه. وصرح للصحافيين "هناك توافق على الابقاء على تواجد للامم المتحدة في دمشق". وصرح موليت للصحافيين ان المكتب سيضم ما بين 20 الى 30 خبيرا في الشؤون السياسية والانسانية والعسكرية. واضاف ان الرئيس السوري بشار الاسد وافق على انشاء هذا المكتب. ودعت روسيا، التي صوتت بالنقض على ثلاثة قرارات دولية تدين النظام السوري، القوى العالمية الى تحديد مهلة نهائية للحكومة السورية والمسلحين المعارضين لوقف العنف وتعيين مفاوضين. وقال المبعوث الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين ان مهمة المراقبين كان يجب ان تستمر. واضاف "نحن نعتقد ان اعضاء مجلس الامن الذين اكدوا ان مهمة المراقبين لا يمكن ان تستمر، لا يظهرون حقيقة التزاما بانهاء الاعمال العدائية". وقال ان على القوى العالمية اضافة الى الدول المعنية ومن بينها المملكة العربية السعودية وايران، دعوة الحكومة السورية ومسلحي المعارضة الى وقف النزاع بينهما وان تضع مهلة نهائية لذلك. ودعت روسيا الى اجتماع في مجلس الامن الجمعة لسفراء الاممالمتحدة لدول ما يسمى بمجموعة العمل الدولية حول سوريا. وقال تشوركين ان على تلك الدول "توجيه نداء الى جميع اطراف النزاع في سوريا بان عليهم وقف العنف بالسرعة الممكنة، في وقت محدد، وان عليهم ان يعينوا ممثلين مخولين عنهم من اجل التفاوض على حل سياسي وخاصة تشكيل هيئة حكم انتقالية". وفي حال عقد اجتماع الجمعة في نيويورك، فان السعودية وايران لن تشاركا فيه لانهما لم تشاركا في اجتماع جنيف الذي عقد في 30 حزيران/يونيو وضم وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين. وقال تشوركين ان النداء يجب ان "يدعو جميع الاطراف الى وقف العنف وكذلك تحديد وقت ولحظة وساعة معينة يجب ان يتوقف فيها العنف". ولم يتضح على الفور ما اذا كانت الدول الغربية التي لا تزال غاضبة على روسيا والصين بسبب تصويتهما بالنقض على ثلاثة قرارات دولية تدين سوريا، ستوافق على المشاركة في اجتماع نيويورك. وصرح مسؤول اميركي "نحن نسعى للحصول على معلومات وتوضيحات اضافية من الروس حول اقتراحهم". واضاف ان "المعيار الذي يحدد مشاركتنا في اي اجتماع دولي هو ما اذا كان هذا الاجتماع سيسهم في انهاء العنف وفي حدوث انتقال سياسي. والسؤال هو ما اذا كان هذا الاجتماع سيحقق هذه الاهداف".