عندان (سوريا) (رويترز) - في عندان البلدة الواقعة قرب حلب أعاد ناشط سوري شاب تسمية (ساحة الحرية) الشهيرة التي غنى بها يوما للمحتجين المشاركين في تجمعات سلمية مطالبة بالديمقراطية لتصبح (ساحة الدمار). وتحمل الساحة بالاضافة الى بقية البلدة التي أصبحت مدينة اشباح اثار استخدام الرئيس السوري بشار الاسد للقوة العسكرية لسحق المعارضين الذين يقاتلون لانهاء حكمه. وقال المغني الشاب المعارض للاسد حمزة علي بن احمد (20 عاما) ان آلاف المحتجين كانوا يحتشدون عادة بالساحة. واضاف ان مكبر الصوت الذي كان يستخدمه اثناء الغناء دمر تماما مثل الكثير من المباني القريبة. وتابع بن احمد الذي كان يرتدي قميصا رياضيا ازرق اللون وحذاء رياضيا "لقد اسكتونا بالقصف." ولا يبدد سكون البلدة التي كان الصخب يوما احد سماتها سوى مرور سيارة او دراجة نارية من حين لآخر. وقالت مصادر بالمعارضة ان نحو 30 الف شخص أو غالبية سكان البلدة فروا من عندان بسبب القصف وهجمات طائرات الهليكوبتر وتوجه العديد الى منطقة الحدود مع تركيا للانضمام الى ما يقرب من 50 الف لاجئ هناك. وتعرضت عندان فيما يبدو لقصف عنيف بالمدفعية وفقا لصور الاقمار الصناعية التي نشرتها هذا الاسبوع منظمة العفو الدولية ومقرها لندن. وذكرت المنظمة الحقوقية ان الصور التي حصلت عليها من اقمار صناعية والتقطت خلال الفترة من 23 يوليو تموز الى الاول من اغسطس اب اظهرت وجود اكثر من 600 حفرة يحتمل ان تكون ناجمة عن القصف بالمدفعية في المناطق المحيطة بحلب. ويشار الى هذه الحفر بنقاط صفراء في الصور. وتابعت ان احدى الصور التي التقطت يوم 31 يوليو تموز اظهرت وجود حفر قرب ما يبدو انه مجمع سكني في عندان. واصبحت حلب التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من عندان جبهة للقتال في الصراع الدائر بين قوات الاسد ومقاتلي المعارضة. وقالت منظمة العفو الدولية ان كلا الجانبين قد يتحمل المسؤولية الجنائية عن عدم حماية المدنيين. وقال عمر هشوم وهو مقاتل معارض كان يحمل بندقية كلاشنيكوف ويقف بجوار مسجد تضرر جراء القصف "فيما يتعلق بالاسد تعتبر عندان هدفا مشروعا." وفي مكان قريب كانت هناك قذيفة مورتر لم تنفجر ملقاة على الارض في شارع تتناثر فيه فوارغ طلقات الرصاص. واضاف هشوم بينما كانت طائرة حربية تحلق "لا يوجد داخل البلدة سوى الجيش السوري الحر لكن لا يمكنه توفير الحماية لنفسه من القصف بالدبابات والمدفعية او من القصف الجوي." واجتاحت قوات الاسد بلدة عندان عدة مرات في الاسابيع القليلة الماضية لكن في وقت تندلع فيه معارك اكبر في حلب لم يكن للقوات الحكومية أي وجود اثناء زيارة قام بها فريق من رويترز للبلدة. ويعكس هذا احدى الصعوبات التي يواجهها الجيش السوري المشتت للمحافظة على السيطرة الكاملة على المناطق المضطربة. وتركت القوات الموالية للاسد رسالة على جدار تقول "الاسد للابد او سنحرق البلد." وقال ابو سلامة الذي عرف نفسه على انه قيادي بقوات المعارضة ان العديد من مقاتلي عندان انضموا للقتال في حلب ويقدمون المساعدة بتوفير الامدادات ونقل المقاتلين المصابين الى تركيا. وقال مقاتل اخر يدعى اسماعيل نصيف "عندان هي ينبوع المقاومة... لقد بدأنا بالمئات وبعدها انضمت المحافظة كلها لنا." ومثل العديد من المقاتلين قال نصيف انه كان يوما متظاهرا سلميا لكنه لم يحمل السلاح الا بعدما استخدم الاسد القوة ضد المحتجين. وقال المقاتل عبد الله العرب "الثورة غيرت الكثير من الناس هنا... لقد كان هناك كثيرون يبصقون علينا في بدايات التظاهر لكنهم اصبحوا معنا الان وينضمون للمقاومة المسلحة." ولا يزال المغني حمزة علي بن احمد يتذكر ايام المظاهرات السلمية بشغف. وقال "سأعتبر نفسي دوما مغني الثورة. ان شاء الله سأغني مرة أخرى." من سليمان الخالدي