موسكو (رويترز) - حث السناتور الأمريكي ريتشارد لوجار وهو ناشط مخضرم في مجال نزع الأسلحة روسيا والولايات المتحدة على تنحية خلافاتهما بشأن سوريا جانبا والعمل معا لإزالة مخزونها من الأسلحة الكيماوية. وقال لوجار الموجود في موسكو لإجراء محادثات مع مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع إن الاقتراح صادر من جانبه ولم يتم تبنيه رسميا وإن الرد الأولي من جانب روسيا فاتر. ولكن لوجار الذي يقضي فترة ولايته الأخيرة كسناتور جمهوري من ولاية إنديانا قال إن عدوي الحرب الباردة السابقين قد يجنيان فوائد في مجالات أخرى مثل العلاقات السياسية والتجارية إذا وحدا جهودهما لتقليص المخزونات السورية. وقال لوجار وهو عضو جمهوري كبير في لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية للصحفيين في فندق بموسكو "أشرت إلى أنه يتعين علينا التفكير في المستقبل كقوتين كبيرتين تكنان احتراما كبيرا لبعضهما البعض وتبحثان معالجة مشكلة الأسلحة الكيماوية في سوريا." وأشار الى نتائج الجهود لتخليص العالم من الاسلحة النووية مع اقتراب الحرب الباردة من نهايتها وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وقال انها "مهدت الساحة لتطوير العلاقات التجارية." وسيمثل التعاون لتقليص مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية خطوة للأمام بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة بعد شهور من الخلاف بسبب انتفاضة عمرها 17 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لوجار (80 عاما) إن مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع الروسية رد على اقتراحه بإزالة الأسلحة الكيماوية السورية قائلا إن سوريا لم توقع على اتفاقية دولية تستهدف منع تطوير وإنتاج هذه الأسلحة وإن روسيا وواشنطن لا تمتلكان الأسلحة. ورد السناتور الأمريكي قائلا "ولكن أيضا ليس واضحا تماما من سيملك هذه الأسلحة في سياق الأحداث... الجميع يرى أن هذه الأسلحة لها تأثير من الممكن أن يكون مناوئا للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط." واعترف جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية الشهر الماضي بأن سوريا لديها أسلحة كيماوية قائلا إنها لن تستخدمها لسحق المعارضين ولكنها قد تستخدمها ضد قوات من خارج البلاد. وقالت روسيا في وقت لاحق إنها أبلغت الحكومة السورية بأن استخدام الاسلحة الكيماوية أو التهديد باستخدامها لن يكون مقبولا. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عن قلقه وطالب الحكومة السورية بأن تعلن أنها لن تستخدمها "تحت أي ظرف". وجاء لوجار إلى موسكو سعيا لضمان مد العمل ببرنامج نان-لوجار للتعاون في تقليص التهديد الذي ساعد في إطلاقه في عام 1991 . وكانت آخر مرة صدقت فيها روسيا على المشروع في عام 2008 وسينتهي أجله في عام 2013. وقال مساعدون إن المشروع الذي استهدف تفكيك الأسلحة النووية والكيماوية في الاتحاد السوفيتي إدى إلى إبطال مفعول أكثر من 7650 رأسا حربيا استراتيجيا. ويزور لوجار أيضا جمهوريتي أوكرانيا وجورجيا السوفيتيتين السابقتين. وقال مساعدون إن هذه الزيارة قد تكون آخر زيارة عمل في موسكو وتأتي بعد عقدين من زيارته الأولى في مسعى لتقليص المخزونات من الأسلحة. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)