اعلن الجيش الفرنسي مقتل احد جنوده وجرح آخر في افغانستان صباح الثلاثاء في كمين قتل فيه نحو عشرة متمردين ايضا بينما التزمت فرنسا سحب كل قواتها من هذا البلد. وبمقتل الجندي يرتفع الى 88 عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في افغانستان منذ بدء التدخل الفرنسي في اطار تحالف دولي في هذا البلد في نهاية 2001. ووقع الاشتباك في ولاية كابيسا التي نقلت المسؤولية فيها رسميا الى السلطات الافغانية منذ مطلع تموز/يوليو لكن ما زال للفرنسيين حضور فيها. وقالت الرئاسة الفرنسية ان الجندي الذي قتل الثلاثاء "كان في فريق للمساعدة يقدم النصح للوحدات الافغانية". وذكرت هيئة الاركان الفرنسية ان الكمين وقع في الساعة السادسة خلال عملية لاحلال الامن قرب جسر في قرية تقب. ويشهد هذا القطاع اشتباكات مستمرة بين القوات الفرنسية والافغانية من جهة، والمتمردين من جهة اخرى. وتعرضت وحدة تضم حوالى 130 عسكريا فرنسيا "لاطلاق نار بمدفعية وصواريخ" من قبل حوالى عشرين من المتمردين. وتابع المصدر نفسه ان عسكريين فرنسيين اصيبا بجروح وقام فريق طبي بتقديم العلاج لهما قبل نقلهما بمروحية الى مستشفى عسكري في كابول. لكن احد الجريحين توفي متأثرا بجروحه قبل وصوله الى كابول. اما الجندي الآخر فحياته ليست في خطر. واوضح الناطق باسم هيئة الاركان الفرنسية ان القومندان برتران بونو وحوالى عشرة متمردين قتلوا في تبادل اطلاق النار الذي تلى الهجوم. وجرح جندي في الجيش الوطني الافغاني في العملية ايضا، حسبما ذكرت المصادر نفسها. وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت في بيان الثلاثاء ان ضابط صف فرنسيا قتل خلال عملية للجيش الافغاني في ولاية كابيسا (شرق افغانستان). واضافت ان جنديا فرنسيا آخر جرح لكنه ليس في خطر. وذكرت الرئاسة بان انسحاب "القوات القتالية" الفرنسية "بدأ وسينتهي كما هو مقرر في نهاية السنة الجارية". من جهته، عبر الرئيس فرنسوا هولاند في تصريحات نقلها البيان عن "تأثره الشديد". وقالت الرئاسة الفرنسية ان "هذا الحادث الماساوي يؤثر مجددا على قواتنا المشاركة في الدفاع عن الانتقال الديموقراطي في افغانستان". وتنوي فرنسا التي كانت تنشر اربعة الاف جندي في البلاد منتصف 2011، خفض عديد جنودها تدريجيا ليبلغ 1400 مع نهاية كانون الاول/ديسمبر 2012، اي قبل سنتين من موعد الانسحاب المقرر لبقية القوات الدولية المنتشرة تحت راية حلف شمال الاطلسي (ايساف). وتعتبر سوروبي التي سلمت فيها المسؤوليات الامنية رسميا الى القوات الافغانية في 12 نيسان/ابريل الماضي، احدى نقاط الانتشار الثلاث الرئيسية لحوالى ثلاثة الاف جندي فرنسي ما زالوا في افغانستان، الى جانب ولاية كابيسا المجاورة (شمال شرق) وكابول. وغادرت اخر مجموعة من 250 جنديا فرنسيا منتشرين في المقاطعة، الثلاثاء قاعدة تورا حيث كانت القيادة الفرنسية ترابط منذ انتشار قواتها في المنطقة سنة 2008. وتحل القوات الافغانية تدريجيا عبر مختلف انحاء البلاد محل قوات ايساف الدولية للحلف شمال الاطلسي الذي ينتشر تحت رايته الفرنسيون، والذي سينسحب اخر جنودهم نهاية 2014. وقد انسحب الجنود الفرنسيون نهاية حزيران/يونيو وبداية تموز/يوليو من مركزي قتال متقدمين في انجيران ووادي اوزبين في الولاية نفسها حيث كانوا منتشرين فيهما مع الجيش الافغاني وذلك بعد ان فقد الجيش الفرنسي سنة 2008، 11 جنديا في كمين نصبه المقاتلون في عملية تكبدت فيها فرنسا افدح الخسائر منذ 1983. وسقط 53 من الجنود الفرنسيين ال87 الذين قتلوا في افغانستان منذ نهاية 2001، في ولاية كابيسا الاستراتيجية الواقعة بين كابول وشرق افغانستان، من بينهم الجنود ال24 الذين قتلوا في 2011، السنة التي شهدت اكبر خسائر في صفوف الجنود الفرنسيين في البلاد. ورغم انتشار 130 الف جندي من قوات ايساف لدعم العسكريين والشرطيين الافغان ال352 الفا، لم تفلح حكومة كابول وحلفاؤها في الحلف الاطلسي في احتواء حركة تمرد طالبان ما ينذر بحرب اهلية بعد الانسحاب الغربي.