تستمر الاشتباكات العنيفة في حي صلاح الدين في حلب في شمال سوريا، وتحاول قوات النظام اقتحام الحي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين. كما تواصلت الاشتباكات في حي التضامن في دمشق حيث افاد ناشطون عن اقتحامه من القوات النظامية وعن قصف على حي القدم وحملة مداهمات في مخيم اليرموك الذي قتل فيه الخميس 21 شخصا في قصف لم يعرف مصدره. وقال المرصد في بيان بعد الظهر "تدور اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي. وتترافق الاشتباكات مع قصف للحي". كما اشار الى تمدد الاشتباكات الى حي المارتيني. وقال الناشط الاعلامي محمد الحسن في اتصال هاتفي من حي صلاح الدين مع وكالة فرانس برس "هناك محاولة اقتحام لحي صلاح الدين بالدبابات من جهة اوتوستراد الحمدانية تترافق مع قصف بالطيران". وذكرت الهيئة العامة للثورة ان القصف يشمل حيي السكري وسيف الدولة. من جهة ثانية، قال الحسن ان "النظام لم تعد له سلطة فعلية في حلب"، مشيرا الى ان عناصر الامن الذين لا يزالون في المدينة لا يغادرون مراكزهم". واضاف ان اجهزة الدولة لا تقوم حتى بالمهام البسيطة مثل جمع النفايات. وقال "النفايات تملا الشوارع التي يقوم الجيش الحر بتنظيفها". ويؤكد الجيش الحر انه يسيطر على اكثر من خمسين في المئة من مدينة حلب التي حشد فيها الالاف من مقاتليه. وكذلك فعلت قوات النظام التي استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة. وفي دمشق، افاد الناشط في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان-فرع سوريا حسيب محمد من مخيم اليرموك وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان اربع قذائف سقطت اليوم على المخيم، وذلك بعد قصف طال المخيم من مصدر غير معروف مساء الخميس وتسبب بمقتل 21 شخصا، بحسب المرصد السوري. وقال محمد ان القوات الامن السورية تنفذ حاليا "حملة مداهمات في احياء مخيم فلسطين الملاصق لمخيم اليرموك". واكد المصدر وجود توتر فلسطيني-فلسطيني في اليرموك نتيجة "وجود تنسيق امني بين الجبهة الشعبية-القيادة العامة برئاسة احمد جبريل مع الامن السوري" ووجود مئات المقاتلين الفلسطينيين من المخيم الذين يقاتلون الى جانب كتائب الجيش الحر في حي التضامن المجاور". واكد محمد انه مساء الخميس قبل سقوط القذائف على المخيم كان هناك انتشار لعناصر الجبهة الشعبية في المخيم وعلى طول شارع فلسطين والمناطق المحاذية لحي التضامن بحجة حماية المخيم. وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب على شبكة الانترنت، يمكن مشاهدة تظاهرة مناهضة للنظام سارت مساء الخميس في شوارع مخيم اليرموك، وهي تهتف "احمد جبريل، دمك مهدور". من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت حي اليرموك بقذائف هاون" من حي التضامن المجاور، ما ادى الى مقتل واصابة عدد من المواطنين. وقالت ان "الاجهزة المختصة تلاحق الارهابيين الذين ارتكبوا الجريمة". وافاد المرصد السوري بعد ظهر الجمعة عن استمرار الاشتباكات العنيفة منذ الصباح في حي التضامن، مترافقة مع قصف قتل فيهما ستة اشخاص. وقال نسيب محمد ان عددا ضخما من سكان حي التضامن نزحوا الجمعة الى مخيم اليرموك الذي يستضيف الاف النازحين السوريين من مناطق سورية مختلفة قدموا اليه على دفعات منذ بداية الاضطرابات قبل 17 شهرا. وقال المرصد السوري ان القوات النظامية اقتحمت حي التضامن بعد الظهر "بعدد كبير من العناصر والاليات العسكرية الثقيلة بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ صباح اليوم ووردت معلومات عن سقوط المزيد من الشهداء". وكانت قوات النظام دخلت هذا الحي قبل اسبوعين بعد معارك طاحنة، الا انها عادت واصطدمت بمجموعات مقاتلة معارضة بقيت فيه. وقتل 19 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة. وافادت الهيئة العامة للثورة السورية عن قصف واطلاق نار في معظم احياء مدينة حماة (وسط)، وبينها حي الاربعين حيث افاد ناشطون والمرصد الخميس عن مقتل عشرات المقاتلين والمدنيين فيه في عملية عسكرية لقوات النظام.