تواصلت الجمعة الاشتباكات العنيفة في حلب شمالي سوريا حيث تحاول القوات النظامية اقتحام حي صلاح الدين، في حين سيطر المقاتلون المعارضون على مقر امني مهم في دير الزور (شرق)، كما افادت مصادر ميدانية وناشطون. وبموازاة محاولتها استعادة السيطرة على حي صلاح الدين الذي يسيطر عليه بالكامل المقاتلون المعارضون، اقتحمت القوات الحكومية الجمعة حي التضامن في دمشق وقصفت ايضا حي القدم ونفذت حملة مداهمات في مخيم اليرموك الذي قتل فيه الخميس 21 شخصا في قصف لم يعرف مصدره، بحسب ناشطين. وفي حلب، ثاني كبرى مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية (شمال)، وفي حين استطاعت القوات النظامية التقدم نحو 50 مترا داخل حي صلاح الدين تمكن مقاتلو الجيش السوري الحر من السيطرة على حي الاذاعة بالكامل بالاضافة الى بعض مراكز الشرطة والامن، بحسب ما اكد قائد كتيبة نور الحق في الجيش الحر النقيب الطيار واصل ايوب لفرانس برس. وقال ايوب في اتصال هاتفي مع فرانس برس من حي صلاح الدين بعد ظهر الجمعة ان "هناك محاولة اقتحام لحي صلاح الدين منذ ست ساعات من ملعب الحمدانية باتجاه جامع الزبير"، لافتا الى ان بعض مشاة الجيش النظامي "هدموا جدران مداخل 10 بنايات من الحي محاذية للاوتستراد الفاصل بين صلاح الدين والحمدانية". واضاف ان الجيش النظامي "توغل بين 50 الى 60 مترا قبل ان يوقف عناصر الجيش الحر الهجوم"، مشيرا الى انهم "يقومون حاليا بهجوم مضاد لتحرير الابنية". واوضح ان مقاتلي الجيش الحر في حلب خاضوا معارك منذ الليل وحتى فجر الجمعة وسيطروا في اعقابها على مركز بريد سيف الدولة الذي تحول مركزا امنيا، مؤكدا انه على الاثر فر عناصر الامن في مخفرين مجاورين فسقطا ايضا من دون قتال في ايدي المعارضة. واكد المصدر ان الجيش الحر "سيطر بالكامل على حي الاذاعة وسط حلب"، لافتا ان عناصر الجيش الحر "باتوا بعيدين بين 200 الى 300 متر فقط عن قصر الضيافة وهو القصر الجمهوري في حلب ويقع قبالته نادي الضباط". وبحسب النقيب المنشق فان الجيش النظامي "لم يشن بعد هجوما شاملا في حلب"، عازيا السبب الى "عدم تمكنه من حشد كاف من القوات لاقتحام" الاحياء الخارجة عن سيطرته. من جانبه، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان مساء الجمعة ان مدينة حلب تشهد "اشتباكات عنيفة قرب مبنى الهجرة والجوازات في حي الميرديان وحي الفرقان"، مشيرا الى ان المقاتلين المعارضين سيطروا على قسم شرطة الانصاري في حي الزبدية بعد اشتباكات عنيفة. وقال الناشط الاعلامي محمد الحسن لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من صلاح الدين ان "النظام لم تعد له سلطة فعلية في حلب"، مشيرا الى ان عناصر الامن الذين لا يزالون في المدينة لا يغادرون مراكزهم". وفي محافظة دير الزور (شرق)، ذكر المرصد ان "مقاتلين من المجلس الثوري العسكري في المنطقة الشرقية ولواء القعقاع سيطروا على قسم الامن السياسي في مدينة الميادين بعد اشتباكات عنيفة استمرت لمدة اربعة ايام"، مشيرا الى مقتل ما لا يقل عن 12 من قوات الامن. ولفت مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس ان "اهمية السيطرة على مفرزة الامن السياسي تكمن في موقعها الاستراتيجي الذي يفتح المجال امام الثوار للسيطرة على كل مدينة الميادين". واضاف ان المفرزة "كانت تضم عناصر من الامن العسكري، وكذلك عناصر من امن الدولة كانوا فروا قبل ايام من مقرهم في الميادين بعد سقوطه بايدي الثوار والذي يبعد اربعة كيلومترات عن مقر الامن السياسي". الى ذلك، تواصلت الاشتباكات في حي التضامن في دمشق حيث افاد ناشطون عن اقتحامه من القوات النظامية وعن قصف على حي القدم وحملة مداهمات في مخيم اليرموك الذي قتل فيه الخميس 21 شخصا في قصف لم يعرف مصدره. وافاد الناشط في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان-فرع سوريا حسيب محمد من مخيم اليرموك وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان اربع قذائف سقطت اليوم على المخيم، وذلك بعد قصف طال المخيم من مصدر غير معروف مساء الخميس وتسبب بمقتل 21 شخصا، بحسب المرصد السوري. وقال محمد ان القوات الامن السورية تنفذ حاليا "حملة مداهمات في احياء مخيم فلسطين الملاصق لمخيم اليرموك". واكد المصدر وجود توتر فلسطيني-فلسطيني في اليرموك نتيجة "وجود تنسيق امني بين الجبهة الشعبية-القيادة العامة برئاسة احمد جبريل مع الامن السوري" ووجود مئات المقاتلين الفلسطينيين من المخيم الذين يقاتلون الى جانب كتائب الجيش الحر في حي التضامن المجاور". من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت حي اليرموك بقذائف هاون" من حي التضامن المجاور، ما ادى الى مقتل واصابة عدد من المواطنين. وقالت ان "الاجهزة المختصة تلاحق الارهابيين الذين ارتكبوا الجريمة". Comment *