القاهرة (رويترز) - أعلن سكان في مدينة الطور عاصمة محافظة جنوبسيناء المصرية يوم الثلاثاء بدء ما قالوا إنه عصيان مدني احتجاجا على انفلات أمني بالمحافظة التي توجد بها سلسلة منتجعات أبرزها شرم الشيخ. ومنذ خمسة أيام يعتصم مئات المحتجين في المدينة أمام مبنى مديرية أمن جنوبسيناء وهي احدى محافظتين في شبه جزيرة سيناء الصحراوية المتاخمة لاسرائيل وقطاع غزة. وقال شهود عيان ومنسقون للعصيان المدني والاعتصام إن المحتجين أغلقوا يوم الثلاثاء مباني حكومية بالجنازير بينها مبنى ديوان عام المحافظة ومبنى مديرية الأمن المقابل له. وقال شاهد إن سائحين كانوا داخل مبنى مديرية الأمن لختم جوازات سفرهم اضطروا للقفز من فوق أسوار المبنى بعد غلق أبوابه. وأضاف أن مدير الأمن غير موجود داخل المبنى وأن حراسا أمنيين فيه اضطروا أيضا للقفز من فوق الأسوار للحصول على احتياجاتهم ثم العودة بنفس الطريقة. ومضى قائلا "المحافظ أيضا غير موجود في ديوان عام المحافظة. المعتصمون طردوا الموظفين الذين كانوا فيه." وبعد أيام من مواجهات عنيفة في بداية الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي انسحبت الشرطة من الشوارع مما تسبب في انفلات أمني لا تزال صور له منها أعمال بلطجة مستمرة إلى اليوم. وضعفت القبضة الامنية على سيناء منذ خلع مبارك وانتشرت مجموعات من الاسلاميين المتشددين في شمال المنطقة ايضا لتهاجم مراكز الشرطة وخط انابيب لتصدير الغاز الى الاردن واسرائيل. ويطالب السكان المشاركون في الاحتجاجات في الطور بإقالة محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة وهو ضابط جيش متقاعد واللواء محمود الحفناوي مدير الأمن. وقال المنسق العام للعصيان المدني والاعتصام شعبان خالد في اتصال هاتفي مع رويترز "البلطجة وصلت للبيوت. زميل لنا مدرس ضربوه في بيته وحالته خطيرة." وأضاف "أغلقناها (المباني الحكومية) بالجنازير وإن شاء الله سنغلقها باللحام. مش حنمشي إلا إذا مشي المحافظ ومدير الأمن." وقال عصام إبراهيم أحد منسقي العصيان المدني والاعتصام "منذ سنة ونصف تقريبا نعيش في حالة انفلات أمني فظيعة وكل يوم تزيد." وأضاف "الانفلات الأمني (يحدث) على مسمع ومرأى من الشرطة والقيادات التنفيذية في المحافظة. يقتلون ويضربون الناس في الشوارع. حتى الأطفال بينهم بلطجية يحملون السلاح في الشوارع ويركبون سيارات لا تحمل لوحات معدنية." ويقول المحتجون إن المحافظ ومدير الأمن يكرسان جهودهما لتأمين السائحين لكن فودة قال لرويترز إنه يعمل لاستعادة الأمن بأسرع ما يمكن وإن الشرطة بدأت تسيير المزيد من الدوريات الراكبة. وقال مدير مباحث جنوبسيناء العميد مجدي موسى "نجري مفاوضات مع المعتصمين بوساطة مشايخ القبائل لإعادة فتح أبواب المصالح الحكومية." وأضاف "القانون يجعل تعطيل المصالح الحكومية جناية لكن نرفض التصعيد مع المعتصمين." وقال عضو مجلس الشورى عن المحافظة عبد الحليم الجمال الذي حضر اجتماعا يوم الثلاثاء شارك فيه محافظ جنوبسيناء ومدير الأمن ومدير المباحث الجنائية إن اتفاقا تم في الاجتماع على إجراء "دراسة تقدير موقف" بمشاركة المحافظة والجيش والشرطة ومشايخ القبائل. وأضاف "الدراسة ستشمل أدوار مشايخ القبائل في منع أبناء قبائلهم الذين يشاركون في حوادث الانفلات الأمني من ارتكابها وتعيين منسقين أمنيين بأجر من أبناء القبائل لتتبع مرتكبي الحوادث." ومنذ بدء الانفلات الأمني شهدت محافظة جنوبسيناء حوادث خطف سائحين أجانب وكانت السلطات تسارع بالتفاوض مع الخاطفين بوساطة مشايخ قبائل بدو لإطلاق سراحهم. ووقعت في المحافظة القليلة السكان حوادث سطو مسلح على بنوك وسيارات نقل أموال قتل خلالها بضعة أشخاص. وشارك مئات السكان في مسيرات عقب صلاة التراويح يوم الاثنين رددوا خلالها هتافات من بينها "اصحى يا نايم صحي النوم احنا بدأنا الثورة اليوم". ومنذ خلع مبارك وقعت هجمات مسلحة عبر حدود سيناء قتل فيها اسرائيليون. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ابريل نيسان ان سيناء اصبحت منطقة يغيب عنها القانون والامن لكن حكومته ابدت منذ ذلك الحين مزيدا من الثقة في قدرة الحكومة المصرية على استعادة الامن. (تغطية صحفية للنشرة العربية محمد عبد اللاه - تحرير عماد عمر)