لا تزال تطورات الأحداث في سوريا تحظى باهتمام الصحف البريطانية، كما حفلت صحف الثلاثاء بتقارير اخبارية عن الهجمات الدامية التي اوقعت عشرات القتلى في العراق، أما صحيفة الديلي تيليغراف فقد انفردت بتقرير عن إنتاج فيلم سينمائي إيراني عن أول بطلة سباق سيارات في البلاد. نبدأ جولتنا في صحف الثلاثاء من صحيفة الاندبندنت التي نشرت تقريرا بعنوان سوريا تلوح بشبح الأسلحة الكيميائية ، من إعداد مراسلها لفداي موريس. وصف التقرير تهديد سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في حال تعرضها إلى اعتداء خارجي بأنه تحذير تقشعر له الأبدان . وأضاف التقرير أن هذا التهديد موجه إلى الدول العربية والغربية التي تدفع باتجاه التدخل في الحرب الأهلية الدامية في البلاد . ويشير التقرير إلى أن التصريحات بإمكانية استخدام تلك الأسلحة، التي جاءت على لسان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، هي أول اعتراف علني من قبل الحكومة السورية بأنها تمتلك مثل أسلحة الدمار الشامل هذه . السارين والخردل ويذكر الكاتب بأن مقدسي شدد على أن تلك الأسلحة لن تستخدم ضد الشعب السوري . ويقول الكاتب أن هناك اعتقاد بأن النظام السوري يمتلك مخزونا كبيرا من غاز السارين وغاز الخردل . ويشير التقرير إلى أن عددا من المسؤولين الغربيين اعربوا عن قلقهم على سلامتهم، حيث من المحتمل إيفادهم إلى سوريا خلال الأسابيع القليلة القادمة. كما أشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ وصف التهديد السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية بأنه أمر غير مقبول . ونقلت الاندبندنت عن هيغ قوله هذا نموذج مثالي على الوهم الكامل الذي يعيش فيه هذا النظام بأنهم واقعون ضحية لعدوان خارجي . وأشار التقرير إلى أن الحكومة السورية قالت فيما بعد أن تصريحات مقدسي قد فسرت خارج سياقها. المتهم الرئيسي ونبقى مع شؤون الشرق الأوسط، لكن هذه المرة على صفحات الغارديان التي نشرت تقريرا من إعداد مراسلها مارتن شولوف عن التفجيرات الدامية التي شهدها العراق يوم أمس. يقول الكاتب إن هذا الهجوم وقع بعد يوم من تحذير جماعة عراقية تابعة إلى تنظيم القاعدة من أنها تعد لهجوم جديد. ويذكر الكاتب بأن الهجمات، التي يصفها بأنها منسقة ، بلغت 30 هجوما وأوقعت 107 قتيلا. ويرى الكاتب أن هذه السلسلة من الهجمات دحضت رواية الحكومة التي تقول إن المجموعات الإرهابية قد هزمت . ويشير الكاتب إلى أن هذه الهجمات أوقعت أكبر حصيلة من القتلى تسقط في يوم واحد خلال أكثر من سنتين. بقية المحن ويرى الكاتب أن مجموعة المتمردين المعروفة باسم (دولة العراق الإسلامية) هي المتهم الرئيسي . ويشرح ما ذهب إليه بالقول إن تحذيرها قبيل الهجوم يشير إلى أنها لا تحاول إخفاء دورها باعتبارها مجموعة تعود مرة أخرى إلى الظهور . ويرى شولوف أن تعرض دولة العراق الإسلامية إلى سنتين من الاستهداف على يد القوات الأمريكية والعراقية لم يفت من تصميمها على تأجيج الفتنة الطائفية. ويتابع قائلا إن هذه الجماعة عادت مرة أخرى لتمثل القوة القاتلة التي كانت خلال الفترة بين عام 2004 إلى أوائل عام 2007 . ويرى الكاتب أنه عند النظر إلى تلك الهجمات على ضوء بقية المحن الماثلة في المنطقة ، فإنها تشير إلى أمور أكثر جدية. ويشرح الكاتب ما ذهب إليه بالإشارة بالقول إن سوريا المجاورة تنحدر بسرعة باتجاه حرب شاملة . تحالف غير متوقع وإلى صحيفة الديلي تيليغراف التي نشرت تقريرا عن احتدام الجدل في إيران بسبب فيلم عن أول بطلة إيرانية في رياضة سباق السيارات. تقول الصحيفة إن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد تعرض إلى هجوم من قبل تحالف غير متوقع ضم متشددين إسلاميين ومخرجين سينيمائيين لموافقته على إنتاج فيلم تموله الدولة لتلك البطلة الإيرانية الاولى في مجالها في البلاد. وتضيف الدايلي تيليغراف أن من المتوقع صدور التصديق الرسمي لإنتاج فيلم عن لاليه صديق خلال الاسبوع المقبل. ويشير التقرير إلى أن هذا التصريح بإنتاج الفيلم يأتي بعد سلسلة لقاءات بين الرئيس نجاد وعيسى نيكنيجاد المخرج الإيراني الأصل المقيم في الولاياتالمتحدة، خلال مجموعة من رحلات نجاد إلى نيويورك لحضور الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ويرى مسؤولون في مجال صناعة السينيما الإيرانية، التي تشرف الدولة على إنتاجها، أن مشروع هذا الفيلم سيكون ردا على وجهة النظر الغربية النمطية السلبية بشان أوضاع المرأة الإيرانية، حسبما تقول الصحيفة. لكن متشددين إسلاميين يرون أن قصة الفيلم سترقى إلى أن تكون تشويها للقسم الدينية للجمهورية الإسلامية، حسبما ذكر التقرير. ويضيف التقرير أن مخرجين سينيمائيين تساءلوا كذلك عن السبب الذي يدعو إلى تخصيص ما يعادل 262 مليون جنيه استرليني، وهو مبلغ نادر لإنتاج فيلم في إيران، بينما انتجت أفلام أخرى عن الهوية الدينية والقومية للبلاد بمبالغ أقل بكثير من هذا المبلغ.