(رويترز) - قالت محققة تقود التحقيق في فضيحة التنصت على الهواتف المحمولة في بريطانيا يوم الاثنين إن الشرطة ستوسع التحقيق الذي يقتصر حاليا على الصحف البريطانية المملوكة لروبرت مردوك ليشمل ناشرين آخرين. وتعمل الشرطة منذ يناير كانون الثاني بالتعاون مع مؤسسة نيوز انترناشونال -وهي جزء من نيوز كورب المملوكة لمردوك- لكشف المخالفات التي ارتكبها عاملون في المؤسسة فيما يتصل بمزاعم ان صحفيين تمكنوا من الاستماع إلى رسائل مرسلة بالبريد الصوتي عن طريق الهواتف المحمولة. وتوسع التحقيق بعد ذلك ليبحث في مدفوعات قدمها صحفيون لمسؤولين عموميين وحالات تسلل إلى اجهزة كمبيوتر. وهزت الفضيحة المؤسسة البريطانية وسلطت الضوء على الصحافة سيئة السمعة وأحرجت كبار السياسيين ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نظرا لعلاقاتهم القوية مع مردوك ومديريه التنفيذيين. وتضررت مؤسسة نيوز انترناشونال بشكل خاص من التداعيات وتخلى مردوك عن محاولة الاستحواذ على مجموعة بي سكاي بي المربحة وهي صفقة لو تمت لكانت الأكبر في تاريخ نيوز كورب وكذلك أغلقت صحيفة نيوز اوف ذا وورلد صنداي التي تصدر منذ 168 عاما. واعلنت نيوز كورب يوم السبت أن مردوك استقال من منصبه كرئيس لمجالس إدارة تشرف على صحفه البريطانية مما اثار احتمالات انها قد تباع. ومع ذلك قد تواجه الآن صحف منافسة نفس التدقيق. فقد قالت نائبة مساعد مفتش الشرطة سو أكيرز إن التحقيق توسع للنظر في ادعاءات في حق صحفيين في مؤسسة ترينيتي ميرور التي تنشر صحيفتي ديلي وصنداي ميرور ومؤسسة اكسبرس نيوزبابرز التي تنشر صحيفتي ديلي وصنداي ستار. وقالت للجنة تحقيق علني أمر به كاميرون في أخلاقيات وسائل الإعلام "كشفت التحقيقات في الآونة الأخيرة أنه في بعض الحالات حددنا موظفا عموميا تلقى أمولا من نيوز انترناشونال وتأكدنا أيضا أنهم تلقوا مبالغ من صحف أخرى." وقالت أكيرز إن التحقيق كشف أن أحد ضباط السجون في سجن شديد التحصين تلقى 35 ألف جنيه استرليني من نيوز انترناشونال وترينيتي ميرور واكسبرس نيوزبابرز في الفترة بين ابريل نيسان 2010 ويونيو حزيران 2011. واستمعت لجنة التحقيق إلى أن القصص المتعلقة بالمبالغ في صحف ميرور وستار قد تم تحديدها في حين تلقى ضابط سجون آخر 14 ألف جنيه من ترينيتي ميرور. وقالت أكيرز "تكشف غالبية هذه القصص عن مادة تتعلق بمصلحة حقيقية للجمهور محدودة جدا." ويعكف حوالي 160 ضابطا على فحص التقارير التي تفيد بأن صحفيين في نيوز اوف ذا وورلد -التي أغلقها مردوك في يوليو تموز الماضي- تنصتوا بصورة روتينية على هواتف مئات السياسيين والمشاهير وضحايا الجريمة من أجل قصص على صدر صفحاتها الاولى. وقالت أكرز انهم أخطروا 2615 شخصا ربما جرى التنصت على هواتفهم ومنهم على الارجح 702 وقعوا ضحايا. وتحقق الشرطة أيضا في مدفوعات غير قانونية لمسؤولين حكوميين ومن بينهم ضباط شرطة وعما إذا كان بعض الموظفين اخترقوا أجهزة الكمبيوتر. وأدت التحقيقات الثلاثة لاعتقال أكثر من 60 شخصا بينهم عشرات من الصحفيين الحاليين والسابقين وبعضهم كان في مناصب رفيعة في صحف نيوز انترناشونال. ومن المقرر ان يخضع 11 صحفيا القي القبض عليهم بسبب مزاعم تنصت للتحقيق في مراكز الشرطة يوم الثلاثاء وسيعرفون ما إذا كانت ستوجه لهم اتهامات. وكشفت أكيرز أيضا أن التحقيقات وجدت بعض المواد التي تحتفظ بها صحف نيوز انترناشونال من هواتف محمولة مسروقة على ما يبدو. ويأمل المحققون تحديد ما اذا كانت هذه حوادث منفصلة ام انها "غيض من فيض." (إعداد عمر خليل ومحمد اليماني للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)