القدس (رويترز) - أشارت إسرائيل يوم الخميس إلى أنها لن تتعجل خوض أي صراع مفتوح مع إيران أو حزب الله اللبناني الذي تدعمه طهران رغم اتهامهما بأنهما وراء هجوم أسفر عن مقتل اسرائيليين في بلغاريا. وقتل انتحاري نفسه وخمسة إسرائيليين وسائقا بلغاريا على متن حافلة سياحية في مطار بورجاس البلغاري يوم الأربعاء. وسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتعهد بأن اسرائيل "سترد بقوة" على ما قال إنه "الإرهاب الإيراني". ولم يعلن مسؤولو صوفيا بعد عن الجهة التي يعتقدون أنها مسؤولة عن الهجوم ورفضت ايران الاتهامات الاسرائيلية بأنها لعبت دورا وقالت انها اتهامات بلا اساس. وافادت تقارير أن المهاجم الانتحاري الذي لقي هو الآخر حتفه عمره 36 عاما وأن السلطات البلغارية تسعى للتعرف على هويته من عينات الحمض النووي التي تم الحصول عليها من أشلائه. وقالت السفارة الإيرانية في بلغاريا في بيان "البيانات التي لا اساس لها التي صدرت من جانب عدد من المسؤولين في النظام الصهيوني فيما يتعلق بالاتهامات ضد ايران عن مشاركتها المحتملة في الحادث الخاص بتفجير حافلة بها سياح اسرائيليون في بورجاس هي اسلوب معتاد من النظام الصهيوني له هدف سياسي وهو دليل على ضعف... من يوجهون تلك الاتهامات." ولم يعقب حزب الله بعد على التفجير. وأثار الاتهام الإسرائيلي تكهنات في وسائل إعلام محلية بأن حكومة نتنياهو قد تشن ضربة الآن وذلك استنادا إلى ريبة إسرائيل منذ وقت طويل في أن عملاء إيرانيين ومن حزب الله يشنون حملة سرية على مصالحها في الخارج. وتهدد اسرائيل منذ فترة باللجوء للقوة العسكرية لكبح البرنامج النووي الإيراني لكن وزير الدفاع إيهود باراك بدا أكثر حذرا يوم الخميس بشأن الرد على هجوم بلغاريا. وقال متحدثا لراديو اسرائيل إن البلاد تبذل "قصارى جهدها للتوصل إلى المسؤولين ومن أرسلوهم.. ومعاقبتهم" وهي لهجة تشير فيما يبدو إلى عمل سري يستهدف هؤلاء الأفراد. وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في صفحته على الفيسبوك إن اسرائيل "ستتحرك ضد كل خلية إرهاب في العالم كله. لديها سبل القيام بهذا لذلك فإننا مصرون على التحرك بهذه الروح." وربما تتحاشى اسرائيل اغضاب الشركاء الغربيين بتجنب الاندفاع في خوض حرب مع ايران يمكن أن تضغط على القدرات العسكرية الاسرائيلية الى اقصى مدى وربما ينتج عنها رد من إيران ضد المصالح الامريكية وتعطيل إمدادات النفط العالمية. وربما يؤدي الاشتباك مع حزب الله الذي يقول الجيش الاسرائيلي إنه خزن ما يصل إلى 80 ألف صاروخ في لبنان المجاور إلى إشعال الحدود الشمالية لاسرائيل في الوقت الذي تراقب فيه بقلق الاضطرابات في سوريا المجاورة. وقلل جيورا ايلاند وهو جنرال متقاعد في الجيش الاسرائيلي عمل مستشارا للأمن القومي من 2003 إلى 2006 من شأن احتمال أن يدفع تفجير بلغاريا نتنياهو إلى خوض حرب اخرى. وقال ايلاند لراديو اسرائيل في مقابلة منفصلة "أعتقد أن أي رد أيا كان لن يكون ردا فوريا." ومضى يقول "أي رد أيا كان لن يكون في صورة عملية للقوات الجوية أو ضربة.. وليس بالطبع في إيران فيما يتعلق بهذه المسألة ولا في لبنان." ووصف باراك الذي ركز على الدور المزعوم لحزب الله في تفجير بلغاريا العملية بأنها الأعنف في سلسلة من المؤامرات التي حيكت مؤخرا ضد الإسرائيليين وشملت دبلوماسيين في الخارج. ورغم نفي ايران ضلوعها في تلك الهجمات إلا أن بعض المحللين يرون أن طهران تسعى للانتقام من مقتل عدد من علمائها العاملين في برنامجها النووي. وتلقي ايران بالمسؤولية عن مقتل علمائها على اسرائيل وحلفائها الغربيين. وتقول إيران إن طموحاتها النووية سلمية وتنفي مزاعم أجنبية بوجود نوايا عسكرية سرية. وهناك حسابات يرغب حزب الله في تسويتها مع اسرائيل. فبعد عامين من حرب الحدود بينهما عام 2006 فقدت الجماعة قائدها عماد مغنية في تفجير سيارة ملغومة بدمشق قالت إن جواسيس اسرائيليين هم الذين نفذوه وتوعدت بالانتقام. وأكد عوزي اراد الذي عمل مستشارا للأمن القومي من 2009 إلى 2011 في مقابلة أخرى أن اسرائيل قتلت مغنية لكن اسرائيل لم تعلن قط مسؤوليتها رسميا عن قتل مغنية ولا عن قتل العلماء الإيرانيين. ووصف اراد الذي كان يتحدث لراديو الجيش الإسرائيلي تفجير بلغاريا بأنه جزء من "التصعيد" لكنه نصح اسرائيل بأن تستثمر اموالا اكثر في التعاون مع شركاء أجانب في مجالي المخابرات والأمن. وأضاف أن "إدارة المخاطر" مطلوبة وإن حادث الاربعاء ربما يكون "ثمنا محتوما" للضغط الداخلي والدولي المفروض على إيران وحلفائها. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)