القاهرة (رويترز) - قال مساعد لمدير المخابرات العامة المصرية السابق عمر سليمان ومسؤول أمني كبير لرويترز يوم الخميس إن سليمان الذي كان ضمن الدائرة الضيقة المقربة من الرئيس المصري السابق حسني مبارك توفي في الولاياتالمتحدة حيث كان يخضع لفحوص طبية. وتوفي سليمان عن عمر يناهز 76 عاما. وكان سليمان شخصا غامضا وإن كان قام بدور معلن في العلاقات المصرية مع كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل والفلسطينيين. وباعتباره من أكثر الناس الذين وثق بهم مبارك ربما يكون أخذ معه إلى القبر كثيرا من أهم أسرار حكم الرئيس السابق. وقال حسين كمال مساعد سليمان "كان بخير. حدث هذا فجأة. كان يخضع لفحوص طبية في كليفلاند." ولم يعط كمال سببا لوفاة سليمان وقال إن الترتيبات جارية لنقل جثمانه إلى مصر حيث سيدفن. وغاب سليمان لأكثر من عام عن الأضواء بعد سقوط مبارك الذي عينه في منصب نائب الرئيس في محاولة لإنهاء ثورة الربيع العربي في مصر التي هددت حكم الرئيس السابق الذي استمر 30 عاما. لكن تلك المناورة فشلت حين رفضت الحشود التي طالبت برحيل مبارك التنازلات السياسية التي عرضها سليمان لتهدئة الاحتجاجات. واستاء كثير من المتظاهرين لقول سليمان إن المصريين غير مؤهلين بعد للديمقراطية وهي تصريحات سقط مبارك بعدها بأيام. وأثار سليمان استياء النشطاء من جديد حين سعى للترشح لانتخابات الرئاسة في ابريل نيسان. لكن مسعى سليمان لم ينجح حين قالت لجنة الانتخابات الرئاسية إنه لم يحصل على العدد الكافي من المؤيدين لترشحه في إحدى المحافظات. وكان سليمان قال قبل إبطال ترشحه إنه سيعيد الأمن الداخلي وينهي الاضطراب السياسي الذي تلا سقوط مبارك. كما وجه انتقادات لبروز جماعة الإخوان المسلمين التي قاومها مبارك طويلا. وقال لرويترز إن كثيرا من الناس يشعرون بأن الدولة سيسيطر عليها الإخوان المسلمون الذين هيمنوا على البرلمان والذين يريدون تشكيل الحكومة والحصول على منصب رئيس الدولة - كما قال. وقال مسؤول رفيع في المخابرات المصرية طلب عدم نشر اسمه إنه تحدث مع صهر سليمان الذي أكد وفاته. وأكدت النبأ أيضا وكالة أنباء الشرق الأوسط. ورأس سليمان المخابرات المصرية منذ عام 1993 ولعب دورا دبلوماسيا بارزا في علاقات مصر مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية والولاياتالمتحدة. وتردد اسم سليمان كخليفة محتمل لمبارك لكن معظم المصريين كانوا يعتقدون ان الرئيس السابق سيتمسك بالمنصب لآخر العمر أو يعمل لتسليمه لابنه الأصغر جمال. وقال أحد المقربين من سليمان إنه غادر البلاد مع أقارب له الشهر الماضي إلى أبو ظبي. وقال أشرف الشاذلي وهو محام يبلغ من العمر 35 عاما "كان رجلا قويا في نظام مبارك. الآن هو بين يدي الله ولذلك لا يمكن أن تحاسبه." ووصفته حكومة تسيير الأعمال في بيان نشره موقع لصحيفة الأهرام على الإنترنت بأنه وطني وشريف. لكن آخرين خالفوا هذا الرأي قائلين إن سليمان كان من الصفوة الحاكمة التي مارست الاعتقال والتعذيب ضد معارضين للحكم. (إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - شارك في التغطية دينا زايد ومروة عوض وشيماء فايد - تحرير أحمد حسن)