اتهم الأسقف الجنوب أفريقي، ديزموند توتو، بريطانيا بإهمال واجباتها تجاه حقوق الإنسان على خلفية الدعوة القضائية التي رفعها كينيون زعموا أن موظفين بريطانيين عاشوا في كينيا خلال الخمسينيات من القرن العشرين أي أثناء الحقبة الاستعمارية انتهكوا حقوقهم، حسب صحيفة التايمز البريطانية. وتبدأ المحكمة البريطانية العليا الاثنين النظر في دعوة قضائية رفعها ثلاثة كينيين زعموا فيها أنهم تعرضوا للتعذيب خلال ثورة ماو ماو. وأضاف هؤلاء أنهم تعرضوا لمعاملة قاسية بما في ذلك الانتهاك المنهجي والتعذيب والحجز والاغتصاب والأشغال الشاقة. وقال الأسقف توتو الذي نال جائزة نوبل للسلام عام 1984 لقيادته مقاومة سلمية ضد نظام الحكم العنصري في جنوب أفريقيا إن الأدلة المتوافرة واضحة ودامغة ، مضيفا أن محاولة الحكومة البريطانية إلقاء اللوم على غيرها لا ينسجم مع مواقف أنظمة ديمقراطية أخرى واجهت مزاعم تاريخية بشأن حدوث بعض الانتهاكات . لكن الحكومة البريطانية تقول إنها غير مسؤولة قانونا عن الانتهاكات التي تنسب إليها، مضيفة أن المسؤولية آلت إلى الحكومة الكينية عند استقلال البلد عن بريطانيا عام 1963. وكان الأسقف توتو حذر في رسالة وجهها إلى الحكومة البريطانية قبل ستة أشهر من أن اعتماد بريطانيا على اعتبارات قانونية من شأنه الإضرار بسمعتها وسلطتها بصفتها تتزعم الدفاع عن حقوق الإنسان ، حسب التايمز. وأضاف الأسقف أنه أثار المسألة مع وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، مضيفا أن الحكومة البريطانية مطلوب منها أن تظهر بعض الشهامة والرفق . ويذكر أن أكثر من عشرة آلاف كيني قتلوا خلال ثورة ماو ماو رغم أن بعض التقديرات ترى أن عدد القتلى أكبر من هذا الرقم. وكان الكينيون الثلاثة كسبوا في يوليو/تموز الجاري 2012 موافقة المحكمة البريطانية على مقاضاة الحكومة البريطانية بشأن مزاعم التعذيب التي تعرضوا لها خلال الصراع في كينيا. وتخشى الحكومة البريطانية من مقاضاة آخرين لها في حال قبولها هذه الدعوة.