يايلاداجي (تركيا) (رويترز) - قال ناشطون ان المدفعية السورية قصفت بلدة في شمال غرب البلاد يوم الاربعاء ومناطق قرب مدينة دوما التي باتت أشبه بمدينة أشباح حيث جمع سكان جثثا مشوهة بعد ان اجتاحتها ميليشيا موالية للأسد. وقالوا ان 11 شخصا على الاقل بينهم طفلة في السادسة من عمرها ورجل مسن قتلوا في بلدتي مسرابا والريحان قرب دوما وقتل ثلاثة آخرون بالرصاص. وأظهر تسجيل فيديو صوره معارضون للرئيس بشار الأسد في دوما الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمالي دمشق يوم الثلاثاء مشاهد مروعة في منازل قالوا إن ميليشيات الشبيحة داهمتها بعد أن أجبر قصف الجيش مقاتلي المعارضة على الانسحاب في مطلع الاسبوع. ورسمت الوكالة العربية السورية للأنباء في تغطيتها لجولة وزارية بضاحية دوما صورة مختلفة تماما لم تتطرق للقتل او الموت. وقالت ان الخدمات الاساسية تضررت وإن الكثير من سكان دوما فروا الى الريف هربا من "الإرهاب". وقال رجل يفتش في صندوق قمامة مقلوب "هذه أجزاء من أبنائنا التي نخرجها من مقالب القمامة." وأضاف انهم عثروا على أشلاء محترقة وعلى أعضاء تناسلية لذكور. والقيود الرسمية التي تفرضها سوريا تجعل من الصعب التحقق من روايات العنف الذي يستعر رغم الجهود الدبلوماسية التي تهدف الى منع اندلاع حرب أهلية طائفية شاملة بين الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد والغالبية السنية التي تنتمي اليها المعارضة. ويقول زعماء المعارضة وحكومات غربية ان أكثر من 15 الف شخص قتلوا. وتقول الحكومة ان عصابات ارهابية قتلت عدة الاف من جنود الجيش والشرطة. وتحدث ناشطون من المعارضة عن نزوح مدنيين مذعورين من بلدة خان شيخون في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد لكن لم تتوفر لهم معلومات دقيقة عن الاصابات نتيجة للقصف الذي قالوا ان طائرات هليكوبتر حربية شاركت فيه. وقال مصطفى الشيخ وهو لواء في الجيش السوري الحر المعارض يتمركز عبر الحدود في تركيا ان القوات الحكومية تسوى خان شيخون بالارض وان الاسد يقول للشعب السوري أنه إما ان يبقى هو أو انه سيحرقهم. وقال مسؤولون من الجيش السوري الحر ان ضابطا سوريا كبيرا آخر انشق وانضم الى صفوف المعارضة وفر الى تركيا ليصبح عدد كبار الضباط الذين انشقوا وانتقلوا الى تركيا 16 ضابطا. وتستضيف تركيا الان نحو 250 ضابطا انشقوا وانضموا الى الجيش السوري الحر في اقليم هاتاي بجنوب تركيا وتقدم لهم دعما في مجال الامداد والتموين لكنها تنفي انها تقوم بتسليحهم. وثارت توترات بين تركيا وسوريا عندما اسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية فوق البحر المتوسط يوم 22 يونيو حزيران. وقالت قيادة القوات المسلحة التركية يوم الأربعاء إنها عثرت على جثتي قائد الطائرة ومساعده في قاع البحر وإنها تعمل على انتشالهما. وقال وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ انه من المقرر تشييع الجثمانين في جنازة يوم الجمعة. وقال يلمظ "بالامس عثر على المحرك. واليوم يجري انتشال أجزاء أخرى. يتم إخراج كل الاجزاء قطعة قطعة. لا نريد ان نترك أي جزء هناك." وتقول سوريا ان الطائرة كانت داخل مجالها الجوي عندما اسقطت. وتنفي تركيا هذا رغم اعترافها بأنها انتهكت في وقت سابق المجال الجوي السوري. وفي مقابلة مع صحيفة جمهوريت التركية نشرت يوم الثلاثاء قال الاسد انه يتمنى لو لم تسقط قواته الطائرة مكررا موقف دمشق بأنها لم تكن تعلم هوية الطائرة حينذاك. واتهم الاسد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل في شؤون سوريا. ونقلت صحيفة جمهوريت عن الاسد قوله "في ظل رغبته التدخل في شؤوننا الداخلية للأسف في الفترة التالية جعل تركيا شريكة في كل الاعمال الدموية في سوريا." واتفقت القوى الكبرى وعدة دول عربية في مطلع الاسبوع على تشجيع انتقال سياسي في سوريا لكنها تختلف بشأن ان كان هذا يتضمن ضرورة ان يتنحى الاسد وحاشيته فيما القى بظلال على جهود الوساطة التي يقوم بها الوسيط الدولي كوفي عنان. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الاربعاء إنه يتعين على روسيا أن تفهم أن الوقوف في صف الرئيس السوري بشار الاسد غير مجد. وأضاف في مؤتمر صحفي "يجب أن تفهم روسيا أن الوضع في سوريا سيؤدي الى الانهيار والى أعمال عنف مروعة وجسيمة. لذلك لا جدوى من وقوف أحد مع نظام الأسد." ويجتمع "أصدقاء سوريا" في باريس يوم الجمعة ويشارك في الاجتماع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وهما من الذين يسعون الى تنحي الاسد. لكن يبدو ان الرئيس السوري مصمم على القتال من اجل البقاء فيما يرفض الغرب بحث التدخل العسكري واستخدمت روسيا والصين النقض (الفيتو) مرتين لعرقلة صدور أي قرار من مجلس الامن ضده. وليس لدى السوريين الذين يحاولون انهاء 42 عاما من حكم عائلة الاسد قيادة موحدة. وجماعات المعارضة مفككة ومنقسمة بل واشتبكت في عراك بالايدي اثناء اجتماع في القاهرة امس كان يهدف لتعزيز وحدتها. وبعد انسحاب فصيل تركي من الاجتماع مما اثار العراك قال جواد الخطيب وهو ناشط معارض يبلغ 27 عاما ان الوضع محزن جدا وستكون له عواقب سيئة على جميع الاطراف وسيسيء للمعارضة السورية ويحبط المحتجين على الارض. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)