القدس (رويترز) - ردت إسرائيل على فشل أحدث جولة من المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران بجملة معتادة وهي أنه يجب تعزيز العقوبات وإن عقارب الساعة تتحرك في اتجاه شن عمل عسكري ضد الجمهورية الإسلامية. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إنه بعد ان تعثرت الدبلوماسية شعر زعماء إسرائيل بالارتياح لما وصفوه بأنه نهج متشدد من الغرب في المفاوضات الرامية إلى كبح جماح الطموحات النووية لإيران. وقالت المصادر إن عضوا في فريق التفاوض البريطاني زار إسرائيل يوم الاربعاء في هدوء لاطلاع المسؤولين على ما جرى في محادثات هذا الأسبوع في موسكو. وتدخل عقوبات أمريكية وأوروبية جديدة ضد إيران حيز التنفيذ خلال الأسبوعين المقبلين. والتزم وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بموقفه المعلن إلى حد كبير في رده على سؤال لصحيفة واشنطن بوست حول المدة الزمنية التي يمكن لاسرائيل أن تمنحها للدبلوماسية. وقال باراك "لا أريد أن أتظاهر بأني اضع جدولا زمنيا للعالم.. لكننا قلنا بصوت عال وواضح إنه لا يمكن أن تكون مسألة أسابيع كما أنه لا يمكن أيضا أن تصبح مسألة سنوات." وتتكتم إسرائيل الاستعدادات لاي هجوم على إيران التي تشتبه إسرائيل وقوى غربية بأنها تحاول تطوير القدرة على بناء قنبلة نووية. لكن باراك قال إن الولاياتالمتحدة أوصت بعدم التلويح بالسلاح أثناء تواصل الجهود الدبلوماسية مع إيران لكن "على المستوى التقني على الأقل هناك الكثير من الاستعدادات." وفشلت مجموعة الدول الست الكبرى وايران في تحقيق انفراجة في محادثات في موسكو هذا الاسبوع -وهي ثالث جولة في أحدث مبادرة دبلوماسية- ولم يحدد الجانبان موعدا لمزيد من المفاوضات السياسية. وكانت القوى العالمية قد طلبت من إيران في محادثات موسكو إغلاق منشأة فوردو الواقعة تحت الارض والتي يتم فيها تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 20 في المئة ونقل أي مخزون إلى خارج البلاد وتقترب هذه المطالب من مطالب إسرائيل. وأجرى شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي محادثات مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في واشنطن يوم الأربعاء. وقال موفاز في صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "أوضحت أنه بعد فشل المحادثات في موسكو فإن الغرب يجب أن يفرض حظرا نفطيا كاملا على إيران وعقوبات مالية صارمة.. ويجب أن تستمر على التوازي الاستعدادات لخيارات أخرى." ولم يعلق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات علنية على محادثات موسكو. وكان نتنياهو قال إن شهورا من المحادثات أعطيت لإيران "كهدية ترويجية" لتستمر في التخصيب. وكان قادة أمن سابقون في إسرائيل قد حذروا نتنياهو من شن هجمات على إيران وسط تشكك في مدى فعالية الغارات الجوية الاسرائيلية. وتقول إيران التي دعت إلى محو إسرائيل من الخريطة إن برنامجها النووي لا يهدف إلا لتوليد الطاقة. وتقول إسرائيل التي يعتقد أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط إن امتلاك إيران أسلحة نووية سيمثل تهديدا لوجودها. ولم يعلق باراك في حواره مع الصحيفة الامريكية آمالا كبيرة على الدبلوماسية لاقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية. وقال "بالوصول إلى الاجتماع الثالث في المفاوضات تعرف ما إذا كان الطرف الاخر ينوي التوصل لاتفاق أم أنه يحاول اللعب لكسب الوقت لتجنب اتخاذ قرار." وأضاف "يبدو لي أن الايرانيين مازالوا يتحدون ويخدعون العالم أجمع لكن الوصول إلى هذه النتيجة يتوقف على المشاركين في المفاوضات. لا يمكننا تحمل تضييع ثلاث جولات أخرى بهذا الشكل لنسمح للايرانيين بالاستمرار في المناورة." وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس أمام حشد في القدس "ليس هناك الكثير من الوقت. إذا لم يمتثل الايرانيون للتحذيرات والدعوات والعقوبات الاقتصادية فإن العالم سيبحث خيارات أخرى." (إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)