ذكر نشطاء سوريون أن اثني عشر شخصا على الأقل، غالبيتهم من النساء، قتلوا خلال الليل جراء قصف لمدينة درعا جنوب البلاد. اما المرصد السوري لحقوق الانسان فقال ان القصف في درعا اسفر عن مقتل 17 شخصا من بينهم عشر نساء قتلوا ليلا في قصف البلدة الواقعة في جنوب سوريا. وأفاد المرصد أيضاً بتعرّض بلدة طفس في محافظة درعا لقصف عنيف من قبل القوات السورية التي تحاول السيطرة على البلدة. واضاف ان دوي انفجارات سمع في العاصمة دمشق خلال الليل، وان الطريق الرئيسي المؤدي جنوبا من دمشق الى درعا اغلق باطارات مشتعلة. وقال المرصد، انه بالاضافة الى قتلى درعا، قتل 44 مدنيا في شتى انحاء سوريا يوم الجمعة نصفهم تقريبا في محافظة حمص الواقعة وسط سوريا وفي مناطق دمشق وضواحيها. واشار الى ان 25 جنديا قتلوا يوم الجمعة في محافظات ادلب ودمشق ودير الزور وحمص ودرعا وقالت سوسن غوشة الناطقة باسم فريق من المراقبين الدوليين في سوريا إن عددا من المراقبين سيبقوْن في قرية القبير، التي تفيد تقارير بأن عشرات الأشخاص ُقتلوا فيها قبل أيام، وذلك في حادث تتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات بالمسئولية عنه. واضافت غوشة أن الهدف من بقاء المراقبين التعرف على حقيقة ملابسات احداث العنف في القرية التي اودت بحياة العشرات فيما وصف بانه مجزرة القبير . ويقول بول داناهار مراسل بي بي سي الذي تمكن من مرافقة المراقبين إنه شاهد أدمغة الضحايا وأشلاءهم ودماءهم الجافة متناثرة داخل المنازل. كما قال إن مباني القرية مدمرة وإنها خالية تماما من الأحياء والأموات. وقال بمجرد دخولنا إلى المنزل الأول داهمتنا رائحة قوية للحم بشري يحترق، وقد بدا واضحا بالنسبة لنا أن المكان كان مسرحا لجريمة مروعة. كل شيء قد احترق تماما ، والمنازل مجردة من كل شيء. كانت هناك قاذفة آر بي جي وقد خلفت فجوة في الجدار الخارجي للمنزل. أما المشاهد الاكثر ترويعا فكانت في المنزل المجاور، حين دخلته شاهدت بقايا مخ بشري على الأرض، كان هناك غطاء طاولة ملطخا بالدماء وبقايا اللحم البشري، ويبدو أن هناك من حاول أن ينظف آثار الدم واللحم ويخفيها لكنه كف عن ذلك بعدما أدرك جسامة المهمة. وأضاف المراسل أنهم لم يجدوا جثثا لأي قتلى، لكنهم شاهدوا أثار مركبات على الطريق قال المراقبون الدوليون إنها قد تكون لعربات جند مدرعة أو دبابات. وقال سكان قرية مجاورة إن مسلحين داهمو المزرعة وإنهم من الطائفة العلوية في قرية مجاورة، وقتلوا الضحايا وبعد ذلك جاء مدنيون في شاحنات صغيرة ونقلوا جثث الضحايا. وتحدث مراسلنا إلى أحد الرجال في قرية مجاورة الذي قال إنه بعد وقوع الهجوم جاءت شاحنة غير عسكرية وحملت جثث الضحايا بعيدا، لكنهم لم يأخذوا الماشية النافقة معهم ولم يخفوا كل آثار ما حدث وراءهم على الأقل تركوا أماكن تحمل آثار ما حدث. وقال المراسل عبر شوارع القرية رأيت بعض العصي التي لا تزال ملطخة بالدماء وقال السكان إنها استخدمت في قتل بعض الأطفال هنا. إنه مشهد مروع هنا. ولا شك أن احدا لن يكون بوسعه أن ينفي وقوع، أعمال قتل فظيعة هنا لانه بالرغم من جهود من نفذوها لاخفائها، فلا تزال الأدلة ملقاة على الأرض . وكان ناشطون قد قالوا إن القوات السورية أخلت القرية من جثث القرويين. في غضون ذلك من المقرر ان يجتمع المجلس الوطني السوري المعارض في وقت لاحق اليوم في مدينة أسطنبول التركية في محاولة لاختيار رئيس جديد خلفا لبرهان غليون الذي استقال، قبل أسابيع، من منصبه. ومنذ إنشائه في سبتمبر/أيلول الماضي، يكافح المجلس، الذي يضم أكثر من ثلاثمئة عضو يمثلون العديد من أطياف المعارضة السورية، من أجل توحيد صفوف المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد. من ناحية أخرى، خرجت في سوريا الجمعة مظاهرات تحت شعار ثوار وتجار يدا بيد حتى الانتصار كما يقول مراسلنا في دمشق عساف عبود. في غضون ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن نحو مليون ونصف المليون من سكان سوريا بحاجة إلى إغاثة بسبب الأزمة السورية. وتضيف اللجنة أيضا ان أعداد المشردين من منازلهم تزداد يوما بعد يوم وان ثمة نقصا في الإمدادات الغذائية والطبية والملاجئ. على صعيد آخر، دعت الصين طرفي الأزمة في سوريا لوقف العنف وتطبيق خطة عنان للتسوية السلمية. وعبر ليو ويمين، المتحدث باسم الخارجية الصينية، عن استنكار بلاده القوي لقتل المدنيين الأبرياء، وطالب بمعاقبة القتلة. وتواجه الصين وروسيا اتهامات من دول غربية وعربية بحماية النظام السوري من تحركات دولية أكثر صرامة، ما يدفعه، كما تقول هذه الدول، لمواصلة قتل المدنيين. ومن المقرر أن يجري ممثل الخارجية الأمريكية الخاص للأزمة السورية مباحثات مع مسؤولي الخارجية الروسية في موسكو