ستجد ايران نفسها مجددا في دائرة الاتهام خلال الاجتماع المقبل لهيئة حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما تتبدد الامال بالتوصل قريبا الى اتفاق مع طهران التي يشتبه الغرب بسعيها الى حيازة السلاح الذري وهو ما تنفيه بشدة. وتلتقي الدول الاعضاء في مجلس الوكالة اعتبارا من الاثنين في مقر الوكالة التابعة للامم المتحدة في فيينا في اجتماع مغلق من المقرر ان يستمر حتى الجمعة. وسيكون موضوع السماح للمفتشين الدوليين بالوصول السريع وغير المشروط الى قاعدة بارشان قرب طهران التي تشتبه الوكالة في قيام طهران فيها بتجارب خفية، في قلب المناقشات. واعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو في آخر تقرير له، عن القلق من موقع محدد في القاعدة تهتم به الوكالة لشكها في ان يكون مسرح "انشطة هامة يمكن ان تعيق قدرة الوكالة على القيام بعمليات تثبت". وضمنيا فان امانو يتهم، منذ آذار/مارس الماضي، السلطات الايرانية بالسعي الى اخفاء كل اثر، لليورانيوم ربما، في الموقع، وهو ما تنفيه طهران. واثناء عرض تقني للوفود قدم كبير المراقبين البلجيكي هيرمن ناكيرتس الاربعاء صورا جديدة التقطتها الاقمار الصناعية تعود الى 25 ايار/مايو تظهر ان بنايتين صغيرتين تم تدميرهما على ما يبدو، بحسب دبلوماسيين غربيين. وتم رصد انشطة ايضا حول مبنى تشتبه الوكالة في ان ايران قامت فيه بتجارب تفجير تقليدي يمكن تطبيقه على المجال النووي. وفتح قاعدة بارشان امام المفتشين يمكن ان يكون موضوع اتفاق اشمل بين طهران والوكالة، يهدف الى توضيح القضايا العالقة بشان طبيعة البرنامج النووي الايراني التي اثارها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني/نوفمبر، وهو تقرير انتقد بشدة طهران. وتشبه قوى كبرى واسرائيل في سعي ايران الى تطوير سلاح نووي تحت غطاء برنامجها المدني، الامر الذي تنفيه طهران قطعيا. وبعد زيارة خاطفة لطهران اكد مدير عام الوكالة الدولية في 22 ايار/مايو انه سيتم التوقيع قريبا جدا على اتفاق وذلك بناء على وعود قطعها كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي، واضاف انه ينتظر تفاصيل اضافية في الايام التالية. وبعد مرور اسبوعين لم يحدث شيء. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته "هذا مزعج للوكالة وايضا للدول الست" (الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا). ويرى العديد من الدبلوماسيين ان ابرام اتفاق خلال اجتماع مجلس الوكالة امر غير مرجح. وكان اجتماع بغداد للدول الست وايران انتهى في 24 ايار/مايو على وقع خلافات عميقة خصوصا بشان مسالة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة الذي تعتبر القوى الكبرى انه يقرب بشكل خطر ايران من النسبة اللازمة لصنع قنبلة نووية وهي التخصيب بنسبة 90 بالمئة. واكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مجددا الاربعاء ان تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة من قبل ايران يستخدم لتغذية مفاعل ابحاث وليس "خطوة باتجاه القنبلة". ومن المقرر تنظيم لقاء في موسكو، اعتبر بالغ الاهمية، يومي 18 و19 حزيران/يونيو وذلك قبل تطبيق عقوبات جديدة للاتحاد الاوروبي في الاول من تموز/يوليو. وقرر الاتحاد وقف شراء النفط الايراني اعتبارا من اول تموز/يوليو. وقالت مصادر دبلوماسية ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اشار ايضا الى تعزيز قدرات الانتاج في موقع فوردو النووي الايراني تحت الارض المثير للجدل، يمكن ان يدفع القوى الكبرى الى نشر اعلان جديد يحث ايران على التعاون التام.