بيروت (رويترز) - قال مراقبو الاممالمتحدة يوم الاربعاء انه تم العثور على 13 جثة مُقيدة الأيدي ومُصابة بأعيرة نارية في الرأس في شرق سوريا بعد أيام من مذبحة قتل فيها 108 مدنيين نحو نصفهم من الاطفال. وقال ناشطون سوريون ان الضحايا منشقون على الجيش قتلتهم قوات الحكومة السورية لكن لم يتسن التحقق من رواياتهم. ودفع الغضب الشديد بسبب المذبحة التي وقعت يوم الجمعة في بلدة الحولة والتي وثقها مراقبو الاممالمتحدة دولا غربية لتصعيد الضغط على سوريا يوم الثلاثاء بطرد دبلوماسيين كبار ومطالبة روسيا والصين بالسماح باجراء أشد من مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وأكد تقرير المراقبين يوم الاربعاء كيف ان خطة السلام التي أعدها كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية فشلت في وقف اراقة الدماء أو جمع الحكومة والمعارضة حول مائدة التفاوض. وقال الميجر جنرال روبرت مود النرويجي الذي يرأس بعثة المراقبين انه تم العثور على الجثث مقيدة الأيدي خلف الظهور ويحمل بعضها آثار الاصابة بأعيرة نارية في الرأس أطلقت عن قرب. وأضاف بيان صادر عن بعثة المراقبين "الجنرال مود منزعج للغاية من هذا العمل المروع وغير المبرر... ويدعو كل الأطراف إلى ضبط النفس وانهاء دائرة العنف من أجل سوريا والشعب السوري." وقال مراقبو الاممالمتحدة انه جرى العثور على جثث الرجال القتلى الثلاثة عشر مساء الثلاثاء في منطقة السكر التي تبعد نحو 50 كيلومترا الى الشرق من مدينة دير الزور. وأظهرت لقطات فيديو نشرها ناشطون على الانترنت القتلى مستلقين على وجوههم واياديهم مقيدة خلف ظهورهم وبقعا سوداء قد تكون لدماء حول رؤوسهم وجذوعهم. ولم يلق مود باللوم على أحد في اعمال القتل. وقال مسؤول عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ايرفيه لادسو في نيويورك يوم الثلاثاء ان الجيش السوري وميليشيا "الشبيحة" الذين يدعمون الرئيس بشار الاسد مسؤولون "على الأرجح" عن المذبحة التي راح ضحيتها 108 أشخاص في الحولة التي استخدمت فيها المدفعية والدبابات والاسلحة الصغيرة والسكاكين. وألقت سوريا باللوم على "ارهابيين" اسلاميين وهو تعبير تستخدمه في الاشارة الى قوات المعارضة. وفي محاولة لانقاذ خطة السلام التي بدأ تنفيذها منذ سبعة اسابيع من الانهيار أبلغ عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الاسد في دمشق يوم الثلاثاء بأن سوريا وصلت الى نقطة اللاعودة ولكن لا توجد نهاية للعنف. وقتل أكثر من 100 شخص في نفس اليوم وفق ما ذكره المرصد السوي لحقوق الانسان. وقال دبلوماسيون ان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة سيجتمع في جنيف يوم الجمعة لبحث اعمال القتل في الحولة وهي المرة الرابعة التي يعقد فيها المجلس مثل هذا الاجتماع بشأن سوريا منذ اندلاع الانتفاضة ضد الاسد في مارس اذار 2011. وقال مسؤول "سيكون الدعم قويا". وتزعمت الولاياتالمتحدة وقطر وتركيا والاتحاد الاوروبي جهود عقد هذه الجلسة. ولم يتأثر الاسد حتى الان بالتوبيخ الدولي والعقوبات الغربية بسبب حملته ضد المتظاهرين المسالمين والمعارضين المسلحين ولم يسحب القوات والدبابات الى الثكنات مثلما تطالب خطة عنان. غير ان مراقبي الاممالمتحدة الذين ارسلوا الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار تمكنوا من التحقق من عمليات القتل التي وقعت في في الحولة مما ادى الى حملة ادانة عالمية من الصعب على موسكو وبكين تجاهلها. لكن الصين وروسيا تمسكتا برفض اي تدخل أو اي عقوبات تدعمها الاممالمتحدة لاجبار الاسد على تغيير المنهج في الوقت الذي تؤيدان فيه جهود السلام التي يقوم بها عنان وهي المبادرة الوحيدة التي لاقت قبولا واسعا لوقف اراقة الدماء في سوريا. والغرب غير راغب في التدخل العسكري رغم ان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قال يوم الثلاثاء ان هذا قد يتغير اذا أيده مجلس الامن التابع للامم المتحدة وهو أمر غير ممكن ما لم تسمح بذلك روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في المجلس. وانضمت تركيا الى دول اخرى بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا في طرد دبلوماسيين سوريين احتجاجا على مذبحة الحولة قائلة ان "اجراءات" دولية لم يتم تحديدها ستتلو ذلك اذا استمرت الجرائم ضد الانسانية. لكن ايران وهي نفسها على خلاف مع الغرب بشأن برنامجها النووي شجبت الانتقادات الاجنبية لحليفها العربي. وقال تلفزيون برس الايراني على موقعه على الانترنت ان رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني اتهم الولاياتالمتحدة ومسؤولين غربيين آخرين بالسعي الى "التمهيد لأزمة جديدة" بشأن سوريا. وقال "المجلس (البرلمان) يندد بالتدخل الانتهازي من جانب دول معينة في سوريا والاجراءات الارهابية الامريكية والرسائل الداعية للحرب والتي تفتقر للحكمة." وطلبت سوريا من القائمة بالاعمال الهولندية مغادرة البلاد. وكانت الدبلوماسية الهولندية من بين عدد صغير من الدبلوماسيين الغربيين الكبار الذين مازالوا في دمشق. وقالت وزارة الخارجية الروسية ان طرد الدبلوماسيين السوريين سيأتي "بنتائج عكسية". ورغم المأزق الدبلوماسي يمضي عنان قدما في مهمته. وقال بعد محادثات في الاردن يوم الاربعاء "من المهم ايجاد حل يؤدي الى عملية انتقال ديمقراطي في سوريا وايجاد سبيل لانهاء أعمال القتل في أقرب وقت ممكن." وأضاف "بحسن النوايا والعمل الجاد يمكننا ان ننجح." لكن من الصعب رؤية من أين يمكن ان تأتي الانفراجة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين ردا فيما يبدو على تصريحات أولوند "تعارض الصين التدخل العسكري ولا تؤيد تغيير النظم بالقوة." وأكدت روسيا مجددا رفضها للعمل العسكري أو أي إجراءات أخرى من مجلس الأمن بخلاف بيان غير ملزم أيدته يوم الاحد يندد بأعمال القتل في الحولة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف "نعتقد أن بحث أي إجراءات جديدة في مجلس الأمن للتأثير على الوضع الآن سيكون سابقا لأوانه." (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)