احتشد عشرات الآلاف من الجورجيين في شوارع العاصمة تبليسي الاحد للمشاركة في مظاهرة نظمها زعيم المعارضة، الملياردير بيزينا ايفانيشفيلي، للترويج لحملته الانتخابية قبيل الانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في اكتوبر / تشرين الاول المقبل. وتعتبر مظاهرة الاحد اضخم تجمع معارض تشهده جورجيا منذ سنوات عدة. يذكر ان ولاية الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي الثانية والاخيرة ستنتهي في يناير / كانون الثاني المقبل، ورغم عدم افصاحه عن خططه المستقبلية فهو لم ينف احتمال ترشحه لرئاسة الوزارة. وكان ايفانيشفيلي قد ولج المعترك السياسي في اكتوبر / تشرين الاول الماضي، حيث اعلن عن نيته تشكيل حزب سياسي بهدف الفوز بالانتخابات النيابية وتولي منصب رئيس الوزراء. وقد استخدم ايفانيشيفيلي ثروته الضخمة لتوحيد فصائل المعارضة المشتتة وتمويل حملته الانتخابية. وقال الملياردير الجورجي مخاطبا الجموع المحتشدة إن الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في الخريف المقبل تطرح سؤالا على بلدنا: هل نكون ام لا نكون؟ سنفوز، ما من شك في ذلك، رغم الحقيقة القائلة إن التمني لا يصنع النصر. ويتهم مؤيدو ايفانيشيفيلي الرئيس ساكاشفيلي بالتسلط، ويقولون إنه لم يقم بما يكفي لمحاربة الفقر والبطالة. ولكن العديد من الجورجيين ينظرون ايضا بعين الشك الى ايفانيشفيلي الذي بنى ثروته في روسيا في تسعينيات القرن الماضي. ويقول مراسل بي بي سي في تبليسي داميان ماكغينيس إن الجورجيين ينظرون الى مظاهرة اليوم بوصفها اختبارا للتأييد الذي تتمتع به المعارضة، مضيفا ان حجم المشاركة فيها - والذي قدرته المعارضة بحوالي ال 300 الف - يشير الى ان حزب ساكاشفيلي سيواجه صعوبة كبيرة في الانتخابات المقبلة. وكان اربعة اشخاص قد قتلوا في العام الماضي عندما اصطدمت الشرطة بمتظاهرين معارضين خلال مظاهرة. يذكر ان جورجيا كانت تعتبر دولة فاشلة تقريبا تعاني من نسبة جريمة مرتفعة قبل مجيء ساكاشفيلي الى الحكم عقب ما يطلق عليها بالثورة الوردية عام 2003. ويقول مراسلنا ان ثمة مخاوف من يؤدي تغيير القيادة الى عودة البلاد الت تلك الايام.