اعلن مسؤولون لبنانيون الجمعة الافراج عن اللبنانيين الشيعة الذين خطفوا الثلاثاء في سوريا، وسط تضارب في المعلومات بشأن موعد عودتهم الى لبنان. وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مؤتمر صحافي بعد الظهر "نحن امام اطلاق سراح اللبنانيين الذين خطفوا في سوريا. هذه لحظة سعيدة لجميع اللبنانيين". واضاف ان "هذا اليوم مجيد لأنه يعبر عن وحدة اللبنانيين"، مضيفا ان "التضامن الذي برز بين جميع القيادات والهيئات السياسية والشعبية في مقاربة حادث الخطف، يمكن التأسيس عليه للتوافق حول المسائل التي تحتاج منا جميعا الى وقفة وطنية واحدة". كما اعتبر ان هذا التضامن "يحمي لبنان من تداعيات ما يجري حوله من احداث". وجاءت عملية الخطف في خضم توترات امنية متنقلة في لبنان على خلفية الازمة السورية تطورت خلال الاسابيع الماضية الى اشتباكات وحوادث اطلاق نار حصدت قتلى وجرحى واثارت موجة من الذعر في البلاد. وكان بيان صادر عن مكتب ميقاتي اعلن ان هذا الاخير "تلقى اتصالا هاتفيا بعد ظهر اليوم من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اكد فيه ان اللبنانيين الذين كانوا مخطوفين في سوريا بخير وهم في طريقهم الى بيروت". وبعد ان سرت معلومات طوال فترة المساء عن توقع وصول طائرة اللبنانيين المفرج عنهم من مطار اضنة التركي الى بيروت قبل منتصف ليل الجمعة السبت، ساد تململ في اوساط اهالي المفرج عنهم بسبب تأخر وصول الطائرة المفترض ان تقل المخطوفين. وقال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل في تصريح صحافي من مطار بيروت قبيل منتصف الليل ان اللبنانيين المفرج عنهم وصلوا قبل فترة وجيزة الى الاراضي التركية، وذلك بعد شائعات اشارت الى ان بعضهم لا يزال داخل سوريا. واكد شربل ان هؤلاء الزوار اللبنانيين في صحة جيدة، عازيا تأخر عودتهم الى بيروت الى اسباب "لوجستية". وافاد مراسل فرانس برس في مطار بيروت عن حالة تململ سادت قرابة منتصف الليل في صفوف الاهالي الذين ينتظرون في المطار عودة اقربائهم منذ ساعات بعد الظهر، مشيرا الى تسجيل حالة اغماء في المكان. واكد النائب عمار حوري (سني) ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري "قام باتصالات" من اجل المساهمة بالافراج عن اللبنانيين الذين خطفوا لدى عودتهم من زيارة لاماكن مقدسة في ايران عن طريق تركيا وسوريا، وان "طائرة الحريري الخاصة" ستقلهم من تركيا الى بيروت. ورحب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ب"الخاتمة السعيدة" لهذه المسألة، متوجها بالشكر الى القيادة السورية التي اهتمت بالنساء والرجال العجزة الذين تركهم الخاطفون يمضون في سبيلهم يوم الحادث واحتجزوا الشبان، واعادتهم السلطات السورية "بتوجيه من الرئيس (بشار) الاسد"، بحسب نصرالله، الى بيروت جوا. وشكر نصرالله الحكومة التركية. كما شكر سعد الحريري "الذي علمنا انه بذل جهودا خاصة" من اجل الافراج عنهم، مشيدا "بالتعاون الوطني" بين كل الاطراف. وبدا وكأن عملية الافراج عن اللبنانيين الشيعة وتدخل الزعيم السني سعد الحريري في الموضوع تمكنا في لحظة من ترطيب الاجواء المتشنجة في لبنان منذ سنوات بين فريقي الحريري وحزب الله والتي زادت الاحداث السورية من احتقانها. وقال النائب ياسين جابر المنتمي الى حركة "امل" الشيعية ان مبادرة الحريري في ارسال طائرة لنقل الزوار "تفتح الباب واسعا امام عودتنا يدا واحدة الى طاولة الحوار"، معتبرا ان هذه الخطوة ادت الى "كسر الجليد"، وان المطلوب الآن "تعزيز قنوات الحوار". وقام تلفزيون "اخبار المستقبل" التابع للحريري على مدى ساعات بعد الظهر ببث مباشر من منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث تجمع عدد من اهالي المخطوفين واطلقوا المفرقعات والالعاب النارية احتفالا بنبأ الافراج عن ابنائهم. ونادرا ما يجري تلفزيون المستقبل تحقيقات في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله. وتحدث عدد من المحتشدين الى تلفزيون المستقبل ليشكروا واحدا تلو الآخر الحريري، ويشددوا على اهمية التلاحم الوطني. وقالت سيدة بتأثر "بدلا ان تكون الحادثة شرارة حرب، ها هي بداية لفتح صفحة جديدة". واسقط حزب الله في كانون الثاني/يناير حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري عندما استقال منها وزراؤه وحلفاؤه. وشكلت في حزيران/يونيو حكومة برئاسة نجيب ميقاتي تضم اكثرية من حزب الله وحلفائه الى جانب وسطيين. ومع بدء النزاع في سوريا، انقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام من انصار الاكثرية اجمالا ومؤيد للحركة الاحتجاجية معظمهم من انصار المعارضة. ودعت كل القيادات مع تصعيد التوتر في لبنان الى تفويت الفرصة على من يريد ان يحدث "فتنة" في البلد، وحضت انصارها على "ضبط النفس". وكانت عائلات المخطوفين اتهمت "الجيش السوري الحر" بتنفيذ عملية الخطف، بينما نفى الجيش الحر ذلك. وتتراوح اعداد اللبنانيين الذين تم اعتراضهم في منطقة اعزاز في ريف حلب القريبة من الحدود التركية وانزالهم من الحافلات، بحسب تقارير مختلفة، بين 11 و13.