صرح وزير الداخلية اللبناني مروان شربل الجمعة بأن الرهائن اللبنانيين ال 12 المحررين قد "عبروا الحدود بسلام" من سوريا إلى تركيا، وهم الآن بانتظار الطائرة التي ستقلهم إلى لبنان. فقد خاطب شربل الصحفيين المتواجدين في مطار بيروت بانتظار وصول المخطوفين المحررين قائلا: "آخر المعلومات التي تلقيناها تفيد بأن الرهائن بصحة جيدة، وقد عبروا الآن إلى تركيا." وأضاف سيصلون إلى بيروت في غضون ساعتين أو ثلاث ساعات."
من جهته، قال الشيخ إبراهيم الزعبي الداعية الإسلامي الذي توسط في الإفراج عن الرهائن، في بيان :"إن عملية نقلهم تمت بالفعل وأنهم سلموا إلى السلطات التركية."
كما أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن تركيا أطلقت سراح الرهائن وأنهم سيصلون إلى بيروت قريبا.
وقال أحد مساعي ميقاتي: "إن رئيس الوزراء تلقى اتصالا هاتفيا من داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، أكد له فيه أن اللبنانيين المحتجزين في سوريا بخير، وهم في طريقهم إلى بيروت". احتفالات في الضاحية
وقد تدفق سكان الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله، إلى الشوارع للاحتفال بنبأ إطلاق سراح الرهائن، وأطلقت النساء الزغاريد ونثرن الأرز في الهواء احتفاء بالمناسبة.
وكان اللبنانيون المذكورون، وهم من الزوار الشيعة، قد خُطفوا في شمال سوريا في وقت سابق من الأسبوع في طريق عودتهم منة إيران، وذلك في أحدث حلقة في سلسلة حوادث يمكن أن ينتقل تأثيرها إلى لبنان بفعل الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 14 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاء الاختطاف عقب أسوا اضطرابات شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت منذ سنوات، حيث خاضت فصائل سنية، بعضها موال والآخر معارض للأسد، معارك في الشوارع عقب مقتل رجل دين سني في شمال لبنان كان قد اتهم بتقديم الدعم للمعارضين السورييين المتواجدين في لبنان.
واندلع قتال في تلك المنطقة قبل أسبوعين بين مسلحين سنة من جهة وأعضاء من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وذلك على خلفية اعتقال إسلامي لبناني مشتبه به في تهريب أسلحة إلى مسلحين سنة يقاتلون ضد النظام السوري.
وكان الغضب قد انتشر في نفس المناطق وأحرق الشيعة الإطارات وسدوا الطرق المؤدية إلى مطار بيروت بمجرد سماع أنباء الخطف.
وسلط الاختطاف الضوء على احتمال انتقال الصراع في سوريا إلى لبنان الذي كان يخضع تقليديا لهيمنة سورية، إضافة لأعمال العنف التي أصبحت سمة لما بدأ في شكل احتجاجات سلمية ضد الأسد.