كابول (رويترز) - قالت الشرطة الأفغانية إن مسلحين قتلوا بالرصاص مفاوضا أفغانيا كبيرا في العاصمة كابول يوم الأحد في ضربة جديدة لمحاولات البلاد للتفاوض مع مقاتلي حركة طالبان بغية التوصل لاتفاق سلام. وكان مولوي أرسلا رحماني (68 عاما) أحد أبرز أعضاء المجلس الأعلى للسلام الأفغاني الذي شكله الرئيس حامد كرزاي قبل عامين لبدء مفاوضات مع مقاتلي طالبان. وقال الجنرال محمد ظاهر رئيس وحدة التحقيقات بشرطة كابول "تسبب تكدس مروري في توقف سيارته ومرت سيارة أخرى بجانبه وفتحت النيران". ولم يتم اعتقال أي مشتبه به. ونفت حركة طالبان اي صلة لها بقتل رحماني الذي انشق عنها لكنه احتفظ بصلات قوية بها. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة "هناك آخرون ضالعون في هذا." واضاف "لا نعتقد انها ضربة كبيرة لجهود السلام لأن مجلس السلام لم يحقق شيئا." وكان رحماني في طريقه للقاء أعضاء بالبرلمان ومسؤولين آخرين في مركز إعلامي تديره الحكومة في المنطقة الدبلوماسية المحصنة في كابول عندما اطلق الرصاص عليه. وقال ايمل فيضي كبير المتحدثين باسم كرزاي في مؤتمر صحفي "مقتل رحماني خسارة كبيرة لأفغانستان لكنه لن يثنينا عن جهودنا لاقرار السلام." واستنكرت قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان والسفارة الامريكية في كابول اغتيال رحماني. ويبدو ان المجلس الأعلى للسلام لم يحقق تقدما يذكر في التفاوض مع طالبان لانهاء حرب دخلت الان عامها الحادي عشر. واغتيل رئيس المجلس - والرئيس السابق لافغانستان - برهان الدين رباني في سبتمبر ايلول الماضي. وحل محله في المجلس نجله صلاح الدين لكن محللين يقولون ان المجلس غير فعال. وأسفر تفجير انتحاري الشهر الماضي عن مقتل رئيس مجلس السلام المحلي في اقليم كونار الشرقي. وقال رحماني لرويترز في بداية العام انه متفائل بأن محادثات السلام السرية مع طالبان لها فرص جيدة للنجاح وان طالبان مستعدة لتخفيف حدة مواقفها المتشددة. وأجرى دبلوماسيون امريكيون محادثات سرية بشكل منفصل مع طالبان في الخارج أفضت للاتفاق على انشاء مكتب لطالبان في قطر رغم ان طالبان اوقفت هذه المحادثات لاحقا متهمة واشنطن بتجاهل مطالبها. ويتزايد الخوف بين السكان والحكومات الاجنبية من احتمال انزلاق افغانستان إلى الفوضى بعد انسحاب القوات القتالية لحلف شمال الاطلسي من البلاد بنهاية عام 2014 والانتخابات العامة في العام نفسه. وأعلنت الحكومة رسميا يوم الاحد المرحلة الثالثة من خمس مراحل لنقل السلطة الامنية من قوات حلف شمال الاطلسي إلى القوات الافغانية وتتضمن 230 منطقة ومراكز كل عواصم الأقاليم بما فيها مدينة قندهار معقل حركة طالبان. (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)