تحرز القوات اليمنية الاحد تقدما خلال هجومها الهادف الى استعادة مدينتين تسيطر عليهما القاعدة في جنوب البلاد، وفقا لمصادر عسكرية في حين تتضاعف غارات تشنها طائرات اميركية دون طيار على مواقع التنظيم الاصولي. وقال ضابط في الجيش لوكالة فرانس برس ان "المعارك مستمرة والجيش يواصل تقدمه باتجاه زنجبار" بعدما بدأ هجوما واسعا لاستعادة المدينة وبلدة جعار من الاسلاميين المتشددين الذين يسيطرون عليهما منذ عام. واعلن مصدر عسكري اخر ان الطيران الحربي شن صباحا غارات على مواقع المدينتين دعما للقوات التي تشن هجوما بريا. واكدت مصادر متطابقة مقتل 16 شخصا خلال يومين من المعارك مشيرة الى مقتل ستة عسكريين احدهم برتبة عقيد، وستة من القاعدة في زنجبار. كما قتل ثلاثة من عناصرها في قصف للطيران في جعار بالاضافة الى مدني. وقالت ان 18 آخرين اصيبوا في المعارك حول زنجبار. وقال المصدر ان "القوات المسلحة تقدمت حتى حصن شداد" الذي يبعد حوالى ثلاثة كيلومترات شرق زنجبار "وحتى جسر زنجبار" على بعد كيلومتر واحد عن غرب المدينة. واضاف دون مزيد من التفاصيل ان القاعدة تكبدت خسائر جسيمة. وكان الجيش اليمني اعلن في الايام المنصرمة ارسال تعزيزات وخصوصا من الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرعة الى محافظتي ابين ولحج، الامر الذي يعكس تصميم الرئيس عبد ربه منصور هادي على محاربة القاعدة. يذكر ان الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي ارغم على التخلي عن السلطة بسبب الاحتجاجات الشعبية كان يقدم نفسه كبطل محاربة القاعدة لكنه معارضيه يتهمونه بانه كان يقدم لها الدعم في الخفاء. وياتي هجوم الجيش اثر الكشف عن عميل مزودج تمكن من التسلل الى صفوف القاعدة واتاحت معلوماته القضاء على احد قادة التنظيم فهد القصع الاحد الماضي في غارة اميركية في شرق اليمن، وفقا لوسائل اعلام اميركية. وامس السبت في شرق اليمن، قتل 12 من عناصر القاعدة في هجمات بطائرات اميركية من دون طيار على عربات كانت تقلهم. وقال مسؤول محلي ان "الطائرة الاميركية من دون طيار استهدفت عربة للقاعدة ما بين شبوة ومأرب، وقتلت سبعة من اعضاء التنظيم". واضاف طالبا عدم الكشف عن هويته ان الغارة وقعت على طريق تصل ما بين شبوة ومأرب. وبعد ذلك بقليل، اكد زعيم قبلي مقتل خمسة اشخاص من القاعدة عندما اطلقت طائرة مماثلة صاروخين على عربتين كانتا تقلان عناصر من التنظيم بالقرب من قرية الحصون على مشارف مأرب (170 كلم شرق صنعاء). واكد شهود عيان اخرون الهجوم. ويسيطر "انصار الشريعة" الموالين للقاعدة على زنجبار وجعار في محافظة ابين منذ اواخر ايار/مايو 2011. يذكر ان هجمات عدة شنت في الاشهر الاخيرة لاستعادة السيطرة على ابين لكن الهجوم الحالي هو الاوسع نطاقا منذ تعهد الرئيس الجديد بعدم مهادنة القاعدة. وقال هادي في هذا السياق ان "الحرب على الارهابيين لم تبدا بعد ولن تنتهي طالما لم نقم بتطهير كل محافظة وقرية". وتوعد الاسبوع الماضي بتكثيف الحرب ضد القاعدة التي تتمركز في معظم المناطق الجنوبية والشرقية، حيث ينعدم القانون. وفي صنعاء، اعلنت مصادر امنية ان سفير بلغاريا لدى اليمن نجا من محاولة خطف بينما كان يتجول بسيارته الدبلوماسية في وسط العاصمة. وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "مسلحين ملثمين اوقفوا سيارة السفير السبت لخطفه. لكن الدبلوماسي نجح في الفرار ولجأ الى محلات تجارية مجاورة". واوضح مصدر آخر ان الحادث وقع حوالى الساعة 17,00 (14,00 تغ) في شارع الجزائر التجاري في وسط صنعاء. وتعذر الحصول على اي تفاصيل اضافية عن محاولة خطف السفير البلغاري بوريس بورسوف. وبقيت صنعاء في منأى نسبيا في الاسابيع الاخيرة عن موجة العنف التي تهز اليمن وخصوصا في الجنوب والشرق حيث تمركز تنظيم القاعدة مستفيدا من ضعف السلطة المركزية في اوج الحركة الاحتجاجية ضد النظام التي شهدتها البلاد العام الماضي. فالى جانب محاولة خطف السفير البلغاري، قالت مصادر دبلوماسية عربية الاحد ان البعثة الدبلوماسية لعمان اغلقت وغادر موظفوها اليمن. وصرح دبلوماسي عربي لفرانس برس ان "البعثة الدبلوماسية العمانية اغلقت السبت والدبلوماسيين العمانيين في صنعاء غادروا اليمن بعدما تلقوا تهديدات ارهابية". ولم يوضح طبيعة هذه التهديدات لكنه قال انه "فوجىء" باغلاق عمان سفارتها وسحب دبلوماسييها لان "معظم البعثات الدبلوماسية في صنعاء تتلقى تهديدات".