الاسكندرية (مصر) (رويترز) - قال رئيس حزب النور السلفي في مصر إن الحزب قد يؤيد مرشحا إسلاميا معتدلا في انتخابات رئاسة الجمهورية وانتقد قرار جماعة الاخوان المسلمين بتقديم مرشح في أول انتخابات رئاسية بعد الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. ولحزب النور السلفي ثاني أكبر كتلة في البرلمان بعد حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين. ويزعم الحزب أنه يتمتع بنفوذ واسع على السلفيين في مصر. واثار الصعود المفاجئ للسلفيين على الساحة السياسية قلق الولاياتالمتحدة حليفة مصر واسرائيل جارتها. واستبعد مرشح سلفي يحظى بشعبية كبيرة الاسبوع الماضي من الترشح في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر ويخطب المرشحون الاسلاميون الاخرون ود انصاره في حين لم يطرح حزب النور مرشحا عنه. وربما يكون المستفيد الواضح من ذلك محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذي يسعى إلى كسب أصوات المحافظين. والمنافس الاسلامي الرئيسي لمرسي هو عبد المنعم أبو الفتوح الذي فصل من جماعة الاخوان المسلمين العام الماضي وطرح نفسه كمعتدل يدافع عن الحريات. لكن كثيرا من السلفيين أظهروا نفورا من مرسي ودعوا إلى مزيد من الاستقلال عن الاخوان المسلمين. وقال عماد عبد الغفور رئيس حزب النور في مقابلة مع رويترز في مدينة الاسكندرية الساحلية إن المعتدلين من امثال أبو الفتوح يتنافسون على الفوز بتأييد حزبه. وقال عبد الغفور "حزب النور مرشحه سيكون ذا مرجعية إسلامية.. والمفاضلة بين الموجودين لدرجة القبول بالمرجعية الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية ولو تدريجيا." "اللقاء (مع أبو الفتوح) تم عدة مرات. مر على قواعد الحزب في القاهرةوالاسكندرية وطنطا وقابلته مرتين. كان يؤكد أنه سيكون منصفا للمصريين ... عاملا على المرجعية الدينية وكان يوصل رسائل تطمين." وقد تعزز المنافسة بين المرشحين الاسلاميين فرص المرشح الليبرالي عمرو موسى وهو المرشح الوحيد الآن الذي يملك خبرة في العمل الحكومي حيث عمل وزيرا للخارجية في عهد مبارك قبل أن يشغل منصب الامين العام لجامعة الدول العربية. وحصل موسى على دفعة هذا الاسبوع عندما صدق المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد على قانون أطاح بأحمد شفيق اخر رئيس وزراء لمبارك من سباق الرئاسة. واستثنى القانون الوزراء الذين خدموا في عهد الرئيس السابق بمن فيهم موسى. وتجرى انتخابات الرئاسة يومي 23 و24 مايو ايار وسيقترع فيها المصريون الذين يعملون في الخارج قبل ذلك. وتجرى جولة الاعادة في حالة عدم فوز احد المرشحين بأكثر من 50 بالمئة في يونيو حزيران لينتهي 16 شهرا من الحكم العسكري الانتقالي بعد الاطاحة بمبارك. وتأسس حزب النور في أعقاب الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية لكنه حصل على أكثر من خمس مقاعد البرلمان وتفوق على كثير من الاحزاب الراسخة. ويقول خبراء سياسيون إن عدد أتباع الحركة السلفية قد يصلون إلى ثلاثة ملايين يسيطرون على حوالي 4000 مسجد مما يجعلها قوة كبيرة على الساحة السياسية الجديدة في مصر. وصور عبد الغفور حزب النور بأنه صانع الملوك قائلا ان أي مرشح سيدعمه سيفوز في الانتخابات. وقال "أقول وأتمنى .. رئيس الجمهورية القادم سيحدده باذن الله الكتلة التصويتية لحزب النور." وسيقرر الحزب من سيدعمه بمجرد أن تعلن لجنة انتخابات الرئاسة القائمة النهائية للمرشحين يوم الخميس. وقد تفرز لعبة تغير التحالفات المزيد من المفاجآت. وربما كان حزب النور يحاول الضغط على الاخوان المسلمين لكسب دور أكبر في سياسات حكومة يقودها الاسلاميون في المستقبل وأيضا بشأن توزيع الحقائب الوزارية. ويحاول المرشحون الاسلاميون ومن بينهم أيضا المفكر الاسلامي محمد سليم العوا استمالة الجماعات السلفية المختلفة في محاولة لكسب تأييدها. ورغم أن حزب النور وحزب الحرية والعدالة يشتركان في هدف اقامة مجتمع اسلامي أكثر تدينا الا انهما في كثير من الاحيان يظهران كمتنافسين. وقال عبد الغفور إن حزب النور سيخرج من الانتخابات أقوى من أي وقت مضى لانه أظهر نضجا بعدم طرح مرشح للرئاسة. وتعهدت جماعة الاخوان في السابق بعدم السعي لمنصب الرئيس لكنها غيرت رأيها في أواخر مارس اذار. وقال عبد الغفور "متخيل أننا سنكون الفائز الاكبر من مرحلة الانتخابات الرئاسية وستتضاعف شعبية (الحزب) بعد الانتخابات... لم نتقدم بمرشح رئاسي رغم أن بعض المجموعات الاخرى قدمت مرشحا رئاسيا وحدث بينهم وبين الجماعات الاخرى أزمة ثقة متبادلة. ولم نسارع في تأييد احد المرشحين." وكان أبو الفتوح عضوا بارزا في جماعة الاخوان المسلمين خلال العقود الثلاثة من حكم مبارك عندما كانت الجماعة محظورة لكنها فصلته العام الماضي عندما اعلن انه سيرشح نفسه لرئاسة الجمهورية. ولا يزال أبو الفتوح يحتفظ باحترام كبير في جماعة الاخوان المسلمين. ووجد أبو الفتوح تأييدا في اوساط الليبراليين والاسلاميين ويقدم نفسه باعتباره مرشحا يتوافق عليه الناخبون. لكن منتقدين يقولون انه ليس له نهج فكري واضح في الوقت الذي يسعي فيه لان يصبح كل شيء لكل الناس. واشار عبد الغفور الى انه قال لمرشح الاخوان المسلمين الاول خيرت الشاطر الذي استبعدته لجنة الانتخابات ان تقديم مرشح اخواني خطوة خاطئة. وقال "قلت لخيرت الشاطر قبل القرار باربعة ايام نحن ننصح بعد الدفع بمرشح واذا تقدمتم لسنا ملزمين سياسيا بدعمكم وسيكون مرشح مثل بقية المرشحين." (إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)