الامم المتحدة (رويترز) - طالب مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الخميس السودان وجنوب السودان بوقف الاشتباكات الحدودية بينهما والتي قال انها تهدد بعودة الحرب بين البلدين. وشدد بيان للمجلس المؤلف من 15 دولة على ضرورة وقف الخرطوم للغارات الجوية وسحب جوبا لقواتها من حقل نفطي هام. وأدى قتال على الحدود غير المتفق على ترسيمها بشكل واضح بين طرفي الحرب الاهلية السابقة الى مواجهة بشان حقل نفط هجليج السوداني بعد ان استولت عليه يوم الثلاثاء قوات من جنوب السودان الذي اعلن استقلاله العام الماضي. وتزداد حالة عدم الثقة بين الدولتين بسبب الخلاف على ترسيم الحدود بينهما وتحديد القيمة التي تضطر دولة جنوب السودان الحبيسة لدفعها مقابل نقل انتاجها من النفط عبر السودان وتقسيم الديون بينهما بالاضافة الى قضايا اخرى. وجاء في بيان لمجلس الامن "تهدد اعمال العنف الاخيرة بعودة البلدين الى الحرب الشاملة وازهاق الارواح بصورة مأساوية والمعاناة وتدمير البنية التحتية وتدمير الاقتصاد وهو الامر الذي كافح البلدان طويلا من أجل تجنبه." واضاف البيان "يطالب مجلس الامن بالانهاء الكامل والفوري وغير المشروط لكافة اشكال القتال وانسحاب (جيش جنوب السودان) من هجليج وانهاء القصف الجوي (من جانب الجيش السوداني) ووقف أعمال العنف المتكررة عبر الحدود بين السودان وجنوب السودان وانهاء دعم كل جانب للحرب بالوكالة في اراضي الدولة الاخرى." وطالب المجلس بان يقوم كل من البلدين بسحب قواته لمسافة عشرة كيلومترات عن الخط الحدودي الفاصل بين الشمال والجنوب المرسوم في 1956 واتخاذ خطوات فورية لاقامة منطقة حدودية امنة منزوعة السلاح. ووصف المجلس الوضع بانه "تهديد خطير للسلم والامن الدوليين" وحذر من اتخاذ خطوات تصعيدية اذا لزم الامر لكنه لم يعط تفاصيل بشان ما قد تتضمنه هذه الخطوات. وقال دفع الله الحاج علي عثمان سفير السودان بالاممالمتحدة ان على جنوب السودان الاستجابة لدعوة الاممالمتحدة. وقال للصحفيين انهم اذا لم يفعلوا فان السودان يحتفظ بحق الدفاع عن النفس وسيطرد قوات الجنوب بل سيضرب الجنوب في العمق. ووصف عثمان مزاعم جنوب السودان للشمال بالقصف الجوي له بانها خيال. وقالت اجنيس اوسواها مبعوثة جنوب السودان لدى الاممالمتحدة للصحفيين ان جوبا تدعم دعوة الاممالمتحدة لانهاء القتال ومستعدة للتفاوض مع الخرطوم. لكنها اضافت قائلة ان هذا يمكن ان يحدث فقط اذا حلت القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان على الفور. وقالت اوسواها ان جنوب السودان سينسحب من حقل هجليج النفطي اذا وضعت الية لضمان عدم استخدام المنطقة لشن مزيد من الهجمات على جنوب السودان وتم نشر قوات دولية محايدة بالمنطقة لحين توصل الشمال والجنوب لتسوية بشان الاراضي المتنازع عليها. وانفصل جنوب السودان عن الشمال في يوليو تموز بعد ستة اشهر من استفتاء نص عليه اتفاق سلام في 2005 انهى عقودا من الحرب الاهلية التي ادت لمقتل أكثر من مليوني شخص. (اعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)