يسود توتر شديد الاثنين على الحدود السورية التركية حيث اسفر رصاص قادم من الاراضي السورية عن سقوط جرحى على الاراضي التركية في حادث يثير غضب انقرة عشية زيارة الموفد الخاص للامم المتحدة كوفي انان. وقال دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "سوريين اثنين ومترجما تركيا جرحوا صباح اليوم (الاثنين) على الاراضي التركية برصاص مصدره الاراضي السورية" بينما كانوا يحاولون مساعدة جرحى على دخول تركيا. وهي المرة الاولى التي يسفر فيها رصاص اطلقته القوات السورية عن سقوط جرحى في تركيا منذ بداية الحركة الاحتجاجية في سوريا في آذار/مارس 2011. ووقع الحادث على الحدود في منطقة كيليس (جنوب شرق) حيث اقامت تركيا مخيما للاجئين السوريين الهاربين من اعمال العنف في بلادهم. واوضح الدبلوماسي "في وقت مبكر من صباح اليوم رأى الناس في المخيم مجموعة وصلت من سوريا. جرى اطلاق النار على المجموعة اولا ما اسفر عن سقوط سبعة جرحى ثم على المخيم". واضاف ان مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية اتصل هاتفيا بعد هذا الحادث بالقائم بالاعمال السوري "ليطلب وقف اطلاق النار هذا فورا". من جهة اخرى، ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية نقلا عن مصدر رسمي ان سوريين قتلا واصيب ما لا يقل عن 15 آخرين الاثنين في اطلاق نار قرب الحدود التركية السورية. وصرح مدير جهاز الصحة في مدينة كيليس التركية القريبة من الحدود السورية للوكالة ان "عدد الجرحى الذين نقلوا من سوريا كان 17 توفي منهم اثنان". ونقل الجرحى من سوريا بعد قصف بالاسلحة الثقيلة نفذته ليلا قوات الامن السورية على قرية سوكو في محافظة حلب، كما ذكر للوكالة عبد القادر عبد الله الذي كان يرافق الجرحى. وقال المصدر ان "هناك عددا كبيرا من الجرحى ونقلنا اكبر عدد منهم". وتأتي هذه الحوادث عشية زيارة خاطفة للمبعوث الدولي حول سوريا كوفي انان الذي يفترض ان يتفقد الثلاثاء مخيمين للاجئين في هاتاي (جنوب). وقال مصدر دبلوماسي تركي الاثنين ان "الزيارة ستستمر بضع ساعات قبل ان يتوجه انان الى ايران" في 11 نيسان/ابريل. واقامت تركيا مخيمات في ثلاث محافظات محاذية لسوريا تضم حاليا نحو 25 الف سوري. ويرتفع عدد هؤلاء اللاجئين بسبب استمرار عمليات الجيش السوري على مناطق قريبة من الحدود التركية. واقترح انان خطة لتسوية الازمة وافقت عليها دمشق في الثاني من نيسان/ابريل وصادقت عليها الاممالمتحدة الخميس. وتنص الخطة على انسحاب الجيش السوري من المدن صباح الثلاثاء على ابعد تقدير لوقف اعمال العنف بشكل تام بعد 48 ساعة. وسيلتقي عضوا مجلس الشيوخ الاميركي جون ماكين وجو ليبرمان الاثنين في انقرة الرئيس التركي عبد الله غول على ان يتوجها الثلاثاء الى جنوب تركيا في محافظة هاتاي لزيارة مخيمات اللاجئين بحسب المصدر الدبلوماسي نفسه. وهددت تركيا على لسان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان باتخاذ "تدابير" في حال لم يوقف نظام دمشق اعمال العنف في المهلة المحددة الثلاثاء. ولم يوضح اردوغان التدابير التي قد تتخذها تركيا التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري. وطرحت الصحف التركية عدة سيناريوهات خصوصا اقامة مناطق عازلة على الحدود. والاثنين قالت صحيفة "ميلييت" الليبرالية انه في حال تجاوز عدد اللاجئين السوريين في تركيا 50 الفا تعتزم انقرة انشاء "ممرات انسانية" على الحدود لمساعدة المدنيين. وتعتبر تركيا ان انتشار اعمال العنف على نطاق واسع في مدينة حلب (شمال) القريبة من الحدود التركية "خط احمر" بالنسبة الى الامن التركي. واضافت الصحيفة ان الجيش التركي سيضمن امن هذه الممرات التي ستقام في "منطقة عازلة" بين البلدين او عند الحدود السورية.