صعدت القوات السورية النظامية السبت عملياتها العسكرية والامنية لاسيما في محافظة حماة حيث قتل العشرات السبت غداة اتهام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق بانها "تنتهك الموقف الجامع" لمجلس الامن الدولي. ومع اقتراب مهلة وقف العنف التي حددتها خطة المبعوث الدولي كوفي انان وتبناها مجلس الامن الدولي، سقط في سوريا السبت 129 قتيلا من بينهم 87 مدنيا و26 جنديا نظاميا و16 منشقا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد ان 40 شخصا قتلوا "في بلدة اللطامنة بريف حماة بينهم اطفال ونساء قتلوا خلال القصف وإطلاق النار خلال العمليات العسكرية التي تنفذها القوات النظامية التي اقتحمت بلدة اللطامنة التي دارت فيها اشتباكات عنيفة الجمعة استمرت حتى بعد منتصف ليل الجمعة السبت، وخمسة بينهم سيدة سقطوا خلال العمليات العسكرية في بلدة طيبة الامام بريف حماة". وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة ابو غازي الحموي لفرانس برس "تحركت ليلا مدرعات الجيش الى محيط المدينة، وقصفتها من بعيد، ثم تقدمت فيها ببطء في ظل مقاومة خفيفة وسيطرت عليها وبدأت فيها حملة ترويع". وقال احد سكان بلدة اللطامنة ابو درويش في اتصال مع فرانس برس ان "القوات النظامية دخلت صباحا الى البلدة وبقيت فيها حوالى ثلاث ساعات قبل ان تعود وتنسحب بعدما ارتكبت مجزرة بحق السكان". وتابع المرصد ان في "محافظة حمص استشهد 18 مواطنا بينهم 10 سقطوا في عدة احياء بمدينة حمص وثلاثة في مدينة القصير بريف حمص بينهم سيدة وطفلها ورجل نتيجة القصف على المدينة، وشهيدان بمدينة الرستن اثر القصف الذي تعرضت له اليوم واخر في قرية الفرحانية قرب تلبيسة وشهيدان في قرية المباركية، وسقطت شهيدة برصاص قناصة في بلدة الاتارب بريف حلب". وفي ريف ادلب (شمال غرب) تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في عدة مواقع عدة من هذه المنطقة المتاخمة للحدود مع تركيا، والتي تركزت فيها في الاسابيع الماضية العمليات العسكرية للقوات النظامية. واشار المرصد الى تعرض قرى قريبة من مدينة جسر الشغور للقصف. وفي محافظة ادلب قتل "22 مواطنا اثر قصف في عدة قرى بجبل الزاوية واطلاق رصاص في مدينتي خان شيخون واريحا وكفرلاتة، وفي قرية محجة بمحافظة درعا سلم جثمان شاب على ذويه كان قد اصيب بجراح قبل ايام"، بحسب المرصد. كما عثر على جثامين 13 مواطنا في حي دير بعلبة بمدينة حمص وعثر في محافظة حلب على جثامين عشرة مواطنين تحت الانقاض في بلدة حريتان التي تعرضت لقصف الجمعة، كما افاد المرصد. واضاف المرصد ان "15 مقاتلا من المجموعات المسلحة المنشقة بريف حماة وشرطي منشق سقطوا خلال اشتباكات في مدينة القصير". كما سقط "اربعة من قوات الامن بينهم ضابط اثر استهداف سيارتهم بريف حلب الشمالي بعد منتصف ليل الجمعة السبت و22 من الجيش النظامي السوري خلال اشتباكات في عدة مناطق في ريف محافظة درعا وريف محافظة حلب وحمص وريفها وريف ادلب"، بحسب المرصد. وبثت تنسيقيات دمشق مقاطع على الانترنت تظهر استمرار انتشار الدبابات والمدرعات التابعة للقوات النظامية في مدينة دوما، في اشارة منهم الى عدم التزام السلطات بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان. كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات اندلعت السبت بين القوات النظامية ومنشقين بالقرب من مدينة القصير في ريف حمص بمحاذاة الحدود مع لبنان، اسفرت عن مقتل جنود نظاميين واصابة حافلة لبنانية تنقل زوارا الى العراق. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس "هاجم عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة نقطة عسكرية امنية يقول ناشطون في المنطقة انها تعيق نقل الجرحى الى لبنان، فدمروها وقتلوا من كان فيها من عناصر" دون ان يحدد عدد القتلى. وقالت قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله ان الحافلة كان على متنها زوار شيعة متجهون الى زيارة العتبات المقدسة في العراق. وفي مشهد مختلف، احتشد الاف الاشخاص في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة دمشق احتفالا بالذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث الحاكم. ورفع المتظاهرون اعلام سوريا وحزب البعث، وصورا للرئيس بشار الاسد، فيما كانت مكبرات الصوت تبث اغاني وطنية واغاني مؤيدة لبشار الاسد. يأتي ذلك غداة اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الهجمات الجديدة التي شنها النظام السوري على معاقل المعارضة على رغم تعهد دمشق بوقف عملياتها قبل 10 نيسان/ابريل تمثل "انتهاكا" لموقف مجلس الامن الدولي. واعتبر بان كي مون بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان تعهد الرئيس السوري بوقف العمليات العسكرية في مهلة اقصاها 10 نيسان/ابريل "لا يمكن ان يشكل ذريعة للاستمرار في القتل". واضاف "هكذا اعمال تمثل انتهاكا للموقف الجامع لمجلس الامن"، وفق ما ورد في خطة السلام التي اعدها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان. وكان مجلس الامن الدولي اقر الخميس بالاجماع اعلانا يطالب دمشق باحترام مهلة العاشر من نيسان/ابريل لوقف عملياته العسكرية ومن المعارضة السورية القيام بالامر نفسه بعد ذلك ب48 ساعة كحد اقصى. وقال المتحدث الدولي ان الامين العام "ياسف للهجمات التي تشنها السلطات السورية ضد المدنيين الابرياء، بمن فيهم نساء واطفال، على رغم الالتزامات المقدمة من الحكومة (السورية) بوضع حد لاستخدام كل الاسلحة الثقيلة ضد منازل المدنيين". واعلنت منظمة التعاون الاسلامي السبت ان بعثتها المشتركة مع الاممالمتحدة الى سوريا قدرت ان هنالك حوالى مليون شخص متضرر داخل الاراضي السورية، وهناك "حاجة لبرنامج انساني عاجل بقيمة 70 مليون دولار". في هذه الاثناء، يستمر تدفق النازحين السوريين الى تركيا، اذ وصل 700 منهم في الساعات الاربع والعشرين الماضية ليصل مجموعهم في الاراضي التركية الى 24 الفا، بحسب مسؤول تركي. واكد امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي ان "منظمة التعاون الاسلامي تؤكد وجود مليون متضرر داخل الاراضي السورية"، التي تشهد منذ اكثر من عام اعمال عنف منذ بداية الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. واسفرت اعمال العنف في سوريا، التي تنسبها السلطات الى "مجموعات ارهابية مسلحة" عن مقتل اكثر من عسرة الاف شخص معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.