أبدت الولاياتالمتحدة استعدادها لتخفيف بعض العقوبات على ميانمار وستحث فرنسا الاتحاد الاوروبي على تخفيف الحظر المفروض عليها مما يفتح الباب أمام الاستثمارات الاجنبية في الدولة المنعزلة بعد النصر الانتخابي الذي حققته اونج سان سو كي زعيمة المعارضة المطالبة بالديمقراطية الفائزة بجائزة نوبل للسلام. وتسببت الاصلاحات الجديدة في زيادة اهتمام المستثمرين بميانمار وقال بنك ميزوهو -وهو ثاني أكبر بنك في اليابان- انه افتتح هناك مكتبا يوم الجمعة متوقعا دخول عدد كبير من الشركات الى الدولة الغنية بالموارد والعمالة. وترددت أنباء عن زيارة مسؤول تنفيذي كبير من شركة جنرال اليكتريك مقره الولاياتالمتحدة لميانمار في حين قالت سلسلة متاجر لوسون اليابانية انها تعتزم اتخاذ خطوة في البلاد. وحقق حزب الرابطة القومية من اجل الديمقراطية الذي تتزعمه سو كي فوزا كاسحا في الانتخابات التكميلية التي جرت في ميانمار يوم الاحد ممهدا الطريق امام السجينة السياسية السابقة لدخول البرلمان في انتخابات تاريخية يمكن ان تدفع الغرب الى انهاء العقوبات على ميانمار. وحصد الحزب 43 مقعدا من 45 مقعدا في الانتخابات التكميلية موجها ضربة عنيفة للحزب الحاكم الذي يدعمه الجيش والذي فاز في انتخابات عام 2010 التي قاطعتها سو كي وسط مزاعم من المعارضة بتزوير نتائجها. وجرت انتخابات الاحد بعد عام شهد تغيرات مذهلة في ميانمار التي حكمها الجيش طوال عقود فقد أفرجت الحكومة عن مئات من السجناء السياسيين كما أجرت محادثات مع متمردين من أقلية عرقية وخففت الرقابة وسمحت بتشكيل نقابات عمالية وأبدت مؤشرات على خروجها من فلك الصين. وبدأت حكومة ميانمار يوم الجمعة محادثات للتوصل الى تسوية سياسية مع واحد من أقدم جيوش المتمردين في العالم. وتمثل المحادثات مع اتحاد كارين الوطني بداية المرحلة الثانية من خطة مكونة من ثلاث مراحل وضعتها حكومة ميانمار لتحقيق "سلام دائم" مع كل الاقليات المتمردة. وكانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي قد لمحا قبل الانتخابات الى انهما قد يرفعان بعض العقوبات اذا جاءت الانتخابات حرة ونزيهة. وطالبت الصين حليفة ميانمار بانهاء كل العقوبات وعبرت عن املها في ان تكون الانتخابات ايذانا بالاستقرار. كما رحبت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بفوز سو كي باعتباره "تعبيرا حاسما عن ارادة الشعب". وصرحت كلينتون بأن واشنطن ستخفف بعض العقوبات منها الحظر الذي يمنع الشركات الامريكية من الاستثمار في ميانمار او تقديم اي خدمات مالية كاعتراف من جانب واشنطن بالانتقال الديمقراطي الوليد. وقالت كلينتون ان الولاياتالمتحدة ستعين سفيرا في ميانمار بعد غياب استمر 20 عاما. ومن جانبه قال وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه ان على الاتحاد الاوروبي ان "يقوم بلفتة لتخفيف بعض العقوبات" بعد الانتخابات الاخيرة. (اعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)