جاو/باماكو (مالي) (رويترز) - اشتبك متمردون وقوات حكومية في مالي من أجل السيطرة على بلدة جاو التي توجد فيها حامية عسكرية بشمال مالي يوم السبت حيث سعى المتمردون لاستغلال الفوضى واسعة النطاق التي أحدثها انقلاب عسكري الاسبوع الماضي. ويأتي هجوم المتمردين على بلدة جاو بعد يوم من سيطرتهم على بلدة كيدال وهي واحدة من المدن الرئيسية الثلاثة في شمال مالي الى جانب جاو ومدينة تمبكتو التجارية التاريخية. والمتمردون تحالف فضفاض يضم جماعات من الطوارق البدو الانفصاليين واسلاميين محليين. وتعهد قادة الانقلاب يوم السبت بالاسراع في تقديم اقتراحات جديدة للعودة الى النظام الدستوري. وأمهلتهم الدول المجاورة حتى يوم الاثنين لاعادة السلطة للمدنيين أو مواجهة اغلاق للحدود التجارية لمالي وعقوبات أخرى تصيبها بالشلل. وقال الكولونيل موسى سينكو كوليبالي وهو من كبار أعضاء المجلس العسكري في مؤتمر صحفي يوم السبت بعد محادثات مع بليز كومباوري رئيس بوركينا فاسو في العاصمة واجادوجو "لا نريد مصادرة السلطة". وبوركينا فاسو وسيط رئيسي لحل الازمة في مالي. وقال "سنحاول صقل مقترحات للوصول بسرعة الى حل دستوري مقبول من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والمجتمع الدولي ولكن أيضا مقبول بالطبع لمجتمعنا الوطني." وشاهد مراسل لرويترز في شمال مالي المتمردين أثناء دخولهم بلدة جاو رافعين علم أزاود وهي منطقة صحراوية تزيد مساحتها على مساحة فرنسا يريدون أن يقيموا فيها دولة لهم قبل انسحابهم بعد أن واجهوا مقاومة. وكانت بعض وحدات المتمردين تهتف "الله أكبر" بلغة عربية مما يشير الى ارتباطهم بجماعات اسلامية ليست لديها أهداف انفصالية وانما تريد فرض الشريعة في الدولة التي يشكل المسلمون غالبية سكانها. ويوجد في جاو وهي بلدة يسكنها 90 ألفا أكبر حامية عسكرية في شمال مالي وسيطرت قوات الجيش النظامي مدعومة طائرات هليكوبتر وبميليشيا محلية على وسط البلدة مما دفع وحدات المتمردين الى الانسحاب مشارف البلدة. وقال عبده يحيى مايجا زعيم ميليشيا جاندا كوي المحلية المناهضة للمتمردين لرويترز في اتصال تليفوني "الجيش مسؤول عن وسط البلدة وعن المعسكرات وهي امنة ومجهزة تجهيزا كاملا بالعتاد. وسيتعرضون لاطلاق النار اذا ساروا أمام هذه المعسكرات." وقال مراسل لرويترز ان أصوات اطلاق نيران سمع بشكل متقطع فقط عند مشارف البلدة في المساء. وأشعلت الاسلحة التي جلبت من ليبيا أثناء الحرب هناك العام الماضي الى مالي ثالث أكبر دولة أفريقية منتجة للذهب الاضطرابات وتهدد بايجاد منطقة جديدة شاسعة يغيب فيها القانون في الصحراء الكبري قد يستغلها الاسلاميون والعصابات الاجرامية. واتهم عسكريون من الرتب المتوسطة قادوا انقلاب الاسبوع الماضي الحكومة بعدم توفير موارد ملائمة لمحاربة المتمردين. غير أن الانقلاب زاد المتمردين جرأة للسيطرة على مزيد من الاراضي. ومن المرجح أن يزيد التقدم الذي حققه متمردون يقودهم الطوارق الذين وحدوا جهودهم مع حلفاء اسلاميين المخاوف الغربية بشأن انعدام الامن المتزايد في غرب أفريقيا. وفي باماكو احتشد ما بين 15 ألفا و20 ألفا من سكان العاصمة من كل الطوائف في الاستاد للمطالبة بوضع حد سريع للازمة السياسية والامنية. وقال امام محمد ديكو رئيس المجلس الاسلامي في مالي لرويترز "طلبنا من المجلس العسكري والطبقة السياسية والمجتمع المدني والمتمردين الشماليين أن يفكروا فيما يتجاوز مصالحهم وينظروا الى معاناة الناس كي نستطيع ايجاد حل لهذا." وكانت البنوك في العاصمة تستعد بالفعل للتعامل مع نقص محتمل في السيولة النقدية اذا جرى تجميد حساب مالي في البنك المركزي الاقليمي بتقييد السحب في حدود 500 ألف فرنك أفريقي (ألف دولار).