أعلن الجيش المالي أنه صد هجوماً للمتمردين الطوارق على مدينة جاوة التي تسيطر عليها القوات الحكومية في شمال مالي. وقال زعيم الانقلابيين أمادو سانوغو -في بيان قرأته مذيعة بالتلفزيون العام إن "الرئيس يبلغ الشعب أن المهاجمين المتمردين هاجموا مدينة جاوة، لقد اجتاحوا طرقات المدينة (...) لكن القوات المسلحة تمكنت من صدهم". وقال سانوغو إن الجيش قرر عدم إطالة أمد المعارك. وقال مسئول في هيئة إنسانية إن المهاجمين غادروا غاوة بعد معارك عنيفة. و"لكن هناك شعورا بأن الذين جاؤوا إنما جاؤوا مستطلعين". ودخل المتمردون في مالي مدينة جاوة السبت، وسط إطلاق نار كثيف، بحسب مراسل رويترز الذي أفاد بمشاهدته للمتمردين يدخلون المدينة على ظهور شاحنات محملة بأسلحة ثقيلة. يذكر أن المتمردين دخلوا المدينة ورفعوا أعلام حركة تحرير أزواد"، في إشارة إلى المنطقة الصحراوية الشمالية التي يريد المتمردون أن تكون وطنا لهم، وأضاف أن جنود الجيش النظامي المتمركزين في منطقة المدينة بدؤوا الرد. وفي السياق نفسه، قال مصدر مدني في مالي إن لديه تقارير من اثنين من السكان بأن طائرات هليكوبتر استخدمت. وفي وقت سابق سمع دوي إطلاق نار من معسكر رئيسي للجيش غربي جاوة. وتعتبر جاوة التي تبعد نحو ألف كلم شمال شرق باماكو، أكبر مدن شمال مالي وتأوي مقر قيادة الجيش للمنطقة الشمالية كلها. وسيطر مقاتلو الطوارق الجمعة على مدينة كيدال عاصمة ولاية كيدال وثالث أهم مدينة في الشمال مالي، وذلك بعد حصار استمر عدة أيام. والمتمردون تحالف فضفاض يضم جماعات من الطوارق البدو الانفصاليين وإسلاميين محليين. وعود بالتنحي في هذه الأثناء وعد المجلس العسكري في مالي السبت بالإسراع في تسليم السلطة للمدنيين بعد انقلاب قاده الأسبوع الماضي وُوجه بانتقادات واسعة النطاق من المجتمع الدولي. وقال المقدم موسى سينكو كوليبالي مدير مكتب رئيس المجموعة الانقلابية في ختام لقاء مع رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري في العاصمة وغادوغو، "بالنسبة إلى المبادئ الأساسية التي طلبت منا، نقول إننا موافقون". وأضاف "لا بد من حياة دستورية منتظمة وطبيعية، وما سنناقشه الآن هو ترتيبات التوصل إلى ذلك". وتعهد كوليبالي بالعودة إلى العاصمة باماكو لمحاولة تقديم مقترحات "بسرعة كبيرة" لتسليم السلطة إلى المدنيين. واتهم عسكريون قادوا انقلاب الأسبوع الماضي الحكومة بعدم توفير موارد ملائمة لمحاربة المتمردين المزودين بأسلحة واردة من ليبيا، غير أن الانقلاب زاد المتمردين جرأة للسيطرة على مزيد من الأراضي. يأتي هذا في حين طالبت الولاياتالمتحدة الانقلابيين في مالي بالتنحي، معربة عن "قلقها الشديد" من التقدم الذي يحرزه المتمردون الطوارق والإسلاميون الذين استولوا على مدينة كيدال في شمال البلاد. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن الولاياتالمتحدة تدعم بشدة الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها دول المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي وجهت إنذارات إلى المسؤولين عن الانقلاب بضرورة التخلي عن السلطة خلال 72 ساعة.