قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد انه من غير الواضح "من الذي يتخذ القرارات" في كوريا الشمالية تحت قيادة زعيمها الجديد الذي يفتقر الى الخبرة، مجددا مطالبه لبيونغ يانغ بعدم تطبيق خططها باطلاق صاروخ. وسعى اوباما الى تشكيل جبهة موحدة مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك ضد كوريا الشمالية الشيوعية، بعد ساعات من زيارته الى الحدود بين الكوريتين وهي اخر حدود باقية منذ عهد الحرب الباردة. وفي تصريحات غير معهودة انتقد اوباما علنا الصين على اخفاقها في دفع حليفتها بيونغ يانغ على فتح برنامجها النووي امام المفتشين وانهاء سنوات من "الاستفزازات" و"التصرفات السيئة". كما عمقت تصريحاته في سيول من التكهنات حول الزعيم الكوري الشمالية كيم جونغ-اون، واثارت تخوفات من احتمال صراع على السلطة في البلد المتوتر الذي يمتلك اسلحة نووية. وقال اوباما للصحافيين انه "من الصعب تكوين انطباع" عن القائد الشاب الذي تولى الحكم بعد وفاة والده كيم جونغ-ايل بنوبة قلبية في كانون الاول/ديسمبر. واوضح اوباما "من الصعب تكوين فكرة عن كيم جونغ اون لان الوضع في كوريا الشمالية يبدو غير واضح. لا يمكننا ان نعرف تحديدا من يمسك بزمام الامور وما هي اهداف النظام على الاجل الطويل". وزار المنطقة المنزوعة السلاح التي تمتد على 248 كيلومترا وتقسم شبه الجزيرة الكورية منذ انتهاء الحرب بين شطريها (1950-1953). والقى اوباما نظرة على الدولة الشيوعية المعزولة عندما صعد الى برج مراقبة على بعد 25 كلم من الحدود التي تفصل الكوريتين منذ ستة عقود. وشاهد اوباما من خلال المنظار علما كوريا شماليا ضخما منكسا بمناسبة مرور 100 يوم على وفاة كيم جونغ-ايل. وهذه المنطقة العازلة يبلغ عرضها اربعة كيلومترات وتفصل بين الكوريتين اللتين لم توقعا حتى الآن اتفاق سلام. وقال اوباما لعدد من الجنود الاميركيين المتمركزين في كوريا الجنوبية تجمعوا في معسكر بونيفاس "انتم على حدود الحرية". وسيشارك اوباما الاثنين والثلاثاء في سيول في قمة تحضرها 53 دولة حول الامن النووي في مواجهة التهديد الارهابي. لكن المحادثات في اللقاءات شبه الرسمية ستتركز على المسألة الكورية الشمالية على الارجح. وقال اوباما ان "كوريا الشمالية لن تحقق شيئا من خلال التهديدات او الاستفزازات" مضيفا ان بيونغ يانغ ستعمق عزلتها باطلاقها صاروخا. وتقول واشنطن ان اطلاق الصاروخ سينتهك قرارات مجلس الامن والاتفاق بين بيونغ يانغ وواشنطن لمنحها المساعدات الغذائية. ومن جانبه قال الرئيس الكوري الجنوبي "اتفقت مع الرئيس اوباما على الرد بقوة على اية استفزازات او تهديدات من الشمال ومواصلة تعزيز الاستعداد الدفاعي القوي بين كوراي الجنوبية والولايات المتحدة. كما وجه اوباما انتقادا علنيا غير معهود الى الصين بسبب محاولاتها الفاشلة في كبح جماح جارتها التي تحدثت العالم على مدى سنوات من خلال تخزين ترسانة نووية رغم العقوبات المشددة التي فرضت عيها. وجاءت انتقاداته قبل يوم من محادثاته المقررة مع الرئيس الصيني هو جينتاو في سيول، وتاتي كمؤشر اخر على زيادة مشاعر الاحباط التي يشعر بها تجاه الصين. وقال انه رغم انه يتعاطف مع رغبة الصين في تحقيق الاستقرار على حدودها، الا انه قال ان جهودها "للتغطية" على تحدي كوريا الشمالية المتكررة لم تنجح. وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي "اقتراحي للصين هو ان الطريقة التي تعرب فيها عن قلقها لكوريا الشمالية يجب ان تظهر بان موقفها في العقود الماضية لم يفض الى تغير جذري في تصرف بيونغ يانغ". كما انتقد الحياة في كوريا الشماية وقال انها متخلفة بعشرات السنين عن جارتها الجنوبية وستظل هكذا حتى تغير موقفها وتقبل عروض المساعدة المقدمة لها مقابل وقف برنامجها النووي. وقال اوباما ان بيونغ يانغ متهمة باطلاق سلسلة من الاستفزازات التي تهدف الى الحصول على تنازلات من الغرب. واضاف "لقد اتفقت مع الرئيس لي من بداية علاقتنا على ان نكسر هذا النمط".