رشح الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة الطبيب وعالم الانتروبولوجيا جيم يونغ كيم الكوري الاصل لرئاسة البنك الدولي، بمواجهة وزيرة المال في نيجيريا نغوزي اوكونجو ايويالا. وقبل ساعات قليلة من انتهاء موعد تقديم الترشيحات (22,00 تغ) اعلن اوباما خياره : جيم يونغ كيم (52 عاما) الذي يتحدر من كوريا الجنوبية والذي يترأس جامعة دارتموث العريقة. وقال الرئيس الاميركي "لقد عمل جيم اكثر من عقدين من الزمن في كافة انحاء العالم مدافعا عن تحسين شروط الحياة في البلدان النامية". وشكلت تسمية جيم يونغ كيم مفاجأة لان اسمه لم يرد قبلا بين المرشحين المحتملين لخلافة روبرت زوليك الذي تنتهي ولايته في الثلاثين من حزيران/يونيو المقبل. وبموجب اتفاق ضمني بين الولاياتالمتحدة واوروبا يتولى رئاسة البنك الدولي اميركي بينما يتولى ادارة صندوق النقد الدولي اوروبي. وعندما اعلن روبرت زوليك في 15 شباط/فبراير انه ينوي التخلي عن مهامه في 30 حزيران/يونيو، قالت الولاياتالمتحدة انها لا تنوي اطلاقا التخلي عن هذا المنصب. وقال المصدر القريب من البنك الدولي ان البيت الابيض "مارس ضغوطا هائلة على هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية لتولي المنصب لكنها قالت انها تنوي الانسحاب من الحياة السياسية. كما طرحت فرضية ترشيح سوزان رايس (سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة)، ولورنس سامرز وزير الخزانة السابق. الا انه تبين حسب المصدر نفسه ان دولا افريقية واخرى من مجموعة السبع لديها "تحفظات جدية" على الاخير. وقبل ساعات من انتهاء المهلة، اعلنت جنوب افريقيا القوة الناشئة في القارة، ترشيح وزيرة المالية النيجيرية نغوزي اوكونجو ايويالا التي كانت المديرة العامة للبنك والمنافسة "الجدية جدا" حسب مصدر مقرب من البنك. واعربت منظمة اوكسفام الدولية عن سرورها "لرؤية جدال فعلي حول طريقة الوصول الى قيادة ذات مصداقية وشرعية للبنك الدولي" معتبرة ان القارة السمراء "قدمت مرشحة ذات صفات عالية". وصرحت اوكونجو ايويالا "انني واثقة من الفوز"، مؤكدة ان "البنك الدولي مؤسسة مهمة جدا للعالم وخصوصا للدول النامية التي تستحق قيادة افضل". وكانت الوزيرة النيجيرية صرحت عقب ترشيحها "لدي خبرة طويلة في البنك الدولي والحكومة والدبلوماسية (...) واشاطر الرؤية القاضية بمكافحة الفقر بحماس". وتستوفي وزيرة المال في نيجيريا التي عملت في الهيئة الادارية للبنك الدولي من 2007 الى 2011 كل معايير الاختيار التي يفرضها مجلس الادارة. وهي تتولى حقيبة المالية في الحكومة النيجيرية منذ آب/اغسطس 2011. اما المرشح الاميركي فكان مديرا مكلفا ملف الايدز في منظمة الصحة العالمية ويمكن ان يكون اصله الاسيوي عاملا مساعدا لتعزيز فرص وصوله الى رئاسة البنك الدولي. وكان كيم هاجر الى الولاياتالمتحدة مع اهله وهو في الخامسة من العمر حسب النبذة الشخصية الرسمية له التي وزعت. وسيرة حياته تختلف كثيرا عن سير الذين تسلموا حتى الان رئاسة البنك الدولي الذين يتحدرون من عالم السياسة او من عالم المال. وعلق الاقتصادي الاميركي جيفري ساكس على ترشيح كيم بالقول "انه اختيار رائع وانا ادعمه مئة بالمئة" موضحا انه سيسحب ترشيحه. اما مارك فيسبروت الاقتصادي في مركز الابحاث الاقتصادية والسياسية فقال تعليقا على ترشيح كيم "انه تقدم كبير وفي حال اصبح كيم رئيسا للبنك الدولي سيكون افضل من تسلم هذا المنصب منذ 68 عاما". ولم يعرف بعد ما سيكون عليه موقف وزير المالية الكولومبي السابق جوزيه انطونيو اوكامبو المرشح الذي قدمته البرازيل، الا ان مصدرا مقربا من البنك الدولي قال ان البرازيل قد تتخلى عن هذا الترشيح لصالح الوزيرة النيجيرية لتعزيز الموقف بوجه المرشح الاميركي. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لفرانس برس انه "لا يرى سببا حتى الان" يدفع فرنسا لكي تعيد النظر في الاتفاق على تقاسم الرئاسة بين الاميركيين والاوروبيين للبنك الدولي ولصندوق النقد الدولي. وفي موسكو صرح المستشار الاقتصادي للكرملين الجمعة ان جنسية الرئيس المقبل للبنك الدولي اقل اهمية من زيادة دور دول "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) في الهيئات الادارية. وقال اركادي دفوركوفيتش في مؤتمر صحافي "اعتقد ان موقع دول بريكس يجب ان يرتكز على فكرة ان هذه الدول والبلدان النامية يجب ان تلعب دورا مهما في المؤسسات المالية الدولية وليس بالضرورة عبر تولي القيادة".