لم يبد مسؤولو النفط الايرانيون اي علامة على القلق في الوقت الذي تخشى فيه أسواق النفط من فقد الامدادات من بلادهم بسبب العقوبات الدولية قائلين ان عملاءهم الاسيويين لا يزالون على ولائهم وانه لا يوجد بديل سهل وسريع للخام الايراني. ويقولون ان الغرب غير واقعي في اماله بأن السعودية -الدولة الوحيدة في العالم التي يمكنها زيادة الانتاج بسرعة- ستساعد في تعويض الجزء الاكبر من النفط الايراني. ويرون أن الساسة الغربيين الذين يتجهون هذا العام الى انتخابات للفوز بفترة ثانية يفتقدون الشجاعة لمواجهة مزيد من الصعود في اسعار النفط. وقال مسؤول نفطي ايراني على هامش المنتدى الدولي للطاقة أكبر تجمع للدول المنتجة والمستهلكة للنفط "لا تظنوا اننا لم نحسب حساباتنا.. كل ما يستطيع السعوديون فعله هو زيادة الانتاج بصورة طفيفة." وحتى لو كان هذا التعليق مجرد رأي ومحاولة للتهوين من العقوبات الغربية فانه في صميم المخاوف الرئيسية لاسواق النفط.. هل سيتمكن السعوديون من سد النقص في الامدادات اذا تصاعدت المواجهة بشأن برنامج ايران النووي.. وقد يوقف ارتفاع أسعار النفط التعافي الاقتصادي العالمي وقد أصبح صداعا للساسة حول العالم وبينهم الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يسعى للفوز بفترة ثانية هذا العام ويواجه غضبا شعبيا بشأن ارتفاع اسعار البنزين. وفرض الاتحاد الاوروبي حظرا على استيراد الخام الايراني سيدخل حيز التنفيذ في أول يوليو تموز. وصعبت العقوبات المالية الامريكية والاوروبية على الدول المستوردة سداد المدفوعات النفطية. وتنتج ايران قرابة 3.5 مليون برميل يوميا تصدر منها نحو 2.2 مليون برميل يوميا للاسواق االعالمية بما يعادل 2.5 في المئة من الطلب العالمي. وفي حين لم تتطرق الحلقات النقاشية في المنتدى الدولي للطاقة بالكويت للازمة الايرانية بصورة كبيرة ملا وزير النفط الايراني رستم قاسمي جدول اعماله بلقاءات مع وفود من تركيا والهند وفنزويلا والجزائر وعمان وجنوب افريقيا. وقال قاسمي "انتم تعرفون ان العالم لا يمكن ان يعيش بدون الخام الايراني" مضيفا ان صادرات النفط الايرانية لم تتغير عن مستواها في 2011 حتى بعد أن توقفت شركات نفطية كبرى مثل توتال ورويال داتش شل عن شراء الخام لان عملاء اخرين يشترون. وسيضطر الاتحاد الاوروبي الى التخلي عن شراء نحو 600 الف برميل يوميا من النفط الايراني بدءا من يوليو ويتوقع العالمون بأمور السوق أن تحاول ايران تحويل هذه الامدادات الى زبائنها الرئيسيين في اسيا وتركيا. وتواجه الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا ضغوطا امريكية متزايدة لخفض المشتريات النفطية من ايران مقابل الحصول على اعفاء من واشنطن ليتمكنوا من مواصلة الشراء. لكن هذه الضغوط تواجه مقاومة. وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز "نحن الدولة الحدودية (مع ايران) ونحصل على نصف امداداتنا تقريبا من ايران. لذلك فان وضعنا مختلف عن الدول الاخرى مثل بريطانيا او فرنسا التي يشكل ما تشتريه من النفط الايراني واحدا او اثنين بالمئة فقط من اجمالي وارداتها." واضاف "نحن مستمرون حتى اليوم في الشراء من ايران وسنواصل الشراء من ايران." وأعلن المسؤولون الهنود موقفا مماثلا. وقال سودهير بهارجافا المسؤول بوزارة النفط "لم نخفض (الواردات النفطية من ايران) كثيرا. بعض المصافي خفضت مشترياتها بواقع شحنتين لكن الخام الايراني رخيص. من الصعب ان نستبدله ... وحيث انه لا توجد عقوبات من الاممالمتحدة على ايران فاننا لا نعتزم الخفض." من ديمتري جدانيكوف وحميرة باموك