اعلنت روسيا الاربعاء انها تدعم دعوة اللجنة الدولية للصليب الاحمر لهدنة يومية لمدة ساعتين في سوريا لنقل المساعدات الانسانية الا انها تعارض اقامة ممرات انسانية. وقالت وزارة الخارجية ان روسيا "قلقة للغاية" بشكل متزايد حول الوضع الانساني في سوريا وانها تدعو الرئيس بشار الاسد والمعارضة المسلحة لوقف العنف. وقال المتحدث الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي "نحن قلقون جدا ازاء التقارير عن الوضع الانساني الصعب في سوريا". واضاف "نحن ندعم بقوة جهود اللجنة الدولية للصليب الاحمر" لاعلان هدنة يومية. وقال "من المفترض ان هذه الهدنة ستستخدم لتقديم المساعدات الانسانية الى السكان". وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وجهت الثلاثاء نداء عاجلا الى كل الاطراف من اجل "اعلان هدنة يومية لساعتين على الاقل" بهدف السماح بنقل سريع لمواد الاغاثة الانسانية. الا ان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اكد الاربعاء ان روسيا تعارض الاقتراح الفرنسي باقامة "ممرات انسانية" في سوريا حيث ان ذلك لن يؤدي سوى الى "تفاقم النزاع". وقال غاتيلوف "من غير المرجح ان يكون لاقامة هذه الممرات الانسانية اي فعالية". واضاف "انها مسالة معقدة جدا، وبحسب علمنا فان الامر سيتطلب الية خاصة وقوات، ومنطقيا فان ذلك قد يؤدي الى استخدام القوة". وقال ان الفكرة التي تؤيدها موسكو والصليب الاحمر هي ضمان "هدنة انسانية -- وليس ممرات انسانية". ومن ناحية اخرى قال الكرملين ان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ناقش الازمة السورية في مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال الكرملين ان "ديمتري مدفيديف والملك عبد الله تبادلا الاراء حول الوضع في الشرق الاوسط في ضوء الاحداث في سوريا". وفي الرياض ذكرت وكالة الانباء السعودية ان العاهل السعودي اكد للرئيس الروسي خلال الاتصال الهاتفي عدم جدوى اي حوار الآن حول ما يجري في سوريا، بحسب مصدر رسمي. ونسبت وكالة الانباء السعودية الى الملك قوله لميدفيدف "كان من الاولى من الاصدقاء الروس ان قاموا بتنسيق روسي عربي قبل استعمال روسيا حق النقض في مجلس الامن، اما الآن فان أي حوار حول ما يجري لا يجدي". واضافت ان الملك "اجاب" ميدفيديف لدى استعراض اوضاع المنطقة و"خصوصا سوريا" ان "السعودية لا يمكن اطلاقا ان تتخلى عن موقفها الديني والاخلاقي تجاه الاحداث الجارية" في هذا البلد. وقد رفضت روسيا اي تدخل خارجي في سوريا وصوتت،اضافة الى الصين، بالنقض على قرارين في مجلس الامن الدولي لادانة سوريا. وقال غاتيلوف ان القلق يتزايد في روسيا بشان انباء عن تلقي المعارضة المسلحة في سوريا مساعدات عسكرية من الخارج. وصرح للصحافيين "ان تلقي المعارضة المسلحة الدعم من الخارج هو حقيقة مثبتة". واضاف ان "الشحنات التي تعبر الحدود من لبنان .. تدعم المعارضة المسلحة. ونشعر بان ذلك لا يؤدي سوى الى اشعال وتصعيد الوضع". وروسيا هي اقرب حلفاء الاسد الدوليين، مما يعني ان دعمها للهدنة يضع الضغط على النظام السوري لفتح الحدود للامدادات الانسانية الخارجية. الا ان روسيا رفضت انتقاد الاسد، وجددت دعوتها الى القوات السورية والمعارضة المسلحة الى انهاء العنف. وقال لوكاشيفيتش "مرة اخرى ندعو جميع الاطراف السورية الى انهاء العنف. وهذا يعني السلطات الرسمية والمعارضة التي يجب ان تناى بنفسها عن المتطرفين". كما دانت روسيا الاربعاء مقتل صحافيين غربيين، هما اميركية وفرنسي، في مدينة حمص بوسط سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية ان "موسكو تدين بقوة وقلقة جدا" اثر مقتل الصحافيين الغربيين في سوريا معتبرة ان هذا "الحدث المأساوي يؤكد مرة جديدة ضرورة قيام كل اطراف النزاع السوري بوقف العنف".