قتل 26 شخصا على الاقل واصيب 54 اخرون في هجوم انتحاري وقع الجمعة قرب مسجد للشيعة في شمال غرب باكستان كما علمت فرانس برس من السلطات المحلية. وقد فجر الانتحاري الذي كان على متن دراجة نارية قنبلته في سوق مزدحم في باراشينار، كبرى مدن اقليم كرم القبلي الذي غالبا ما يشهد هجمات دامية يشنها متمردو طالبان المتحالفون مع القاعدة ونزاعات بين الاكثرية السنية والاقلية الشيعية. ووقع الاعتداء اثناء صلاة الجمعة. وهو اخطر اعتداء يقع في باكستان منذ 10 كانون الثاني/يناير عندما تسببت قنبلة في مقتل 35 شخصا في اقليم خيبر القبلي. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال صاحب زاده محمد انيس المسؤول في الاقليم "قتل 26 شخصا على الاقل في الاعتداء الانتحاري". واضاف ان "انتحاريا على متن دراجة نارية فجر نفسه في سوق مزدحمة جدا". وقال رئيس الادارة المحلية شهاب علي شاه ان حوالى 54 شخصا اصيبوا وان 37 ما زالوا في المستشفى، وان بعضا منهم في حالة خطرة. وتبنت جماعة منشقة عن حركة طالبان باكستان الهجوم. وقال شخص اطلق على نفسه اسم فضل سعيد انه الناطق باسم ما سماه "حركة طالبان الاسلامية". واضاف "ارسلنا الانتحاري ردا على هجوم قبائل شيعية في المنطقة على مسلمين سنة". واضاف "قبضنا بالامس على رجل كان يضع عبوة في محطة وقود يملكها سني. عمليتنا هذه هي رد على ذلك". وقتل اكثر من 4000 شخص منذ الثمانينات في هجمات طائفية بين السنة والشيعة في باكستان. وتشهد باكستان موجة بالغة الخطورة من الاعتداءات -القسم الاكبر منها انتحاري-، وتولى تنفيذها عناصر طالبان الذين يأخذون على اسلام اباد تحالفها مع الولاياتالمتحدة في "حربها على الارهاب" منذ نهاية 2001. ويستهدف قسم من هذه الاعتداءات ايضا الشيعة الذين يستهدفهم بصورة منتظمة متطرفون سنة في كل انحاء البلاد. وفي غضون اربع سنوات ونصف السنة، لقي حوالى خمسة الاف شخص مصرعهم في اكثر من 500 اعتداء في كل انحاء باكستان. والمناطق القبلية الباكستانية الواقعة على طول الحدود الافغانية هي معاقل طالبان الباكستانيين، والحصن الرئيسي للقاعدة في العالم والقاعدة الخلفية لطالبان الافغان. ومنذ نهاية الثمانينات، قتل اكثر من اربعة الاف شخص في باكستان في اعمال العنف بين هذين المذهبين في الاسلام، وشكل الشيعة القسم الاكبر منهم. وقد وقع هذا الاعتداء فيما اعلنت السلطات ان الجيش الباكستاني قتل 17 عنصرا من طالبان الجمعة خلال هجوم في شمال غرب البلاد. ولقي جندي ثلاثة من عناصر الميليشيات مصرعهم ايضا. وكان الجيش الباكستاني وميليشيا محلية مدعومة من الحكومة شنا عملية مشتركة ضد طالبان في منطقة خيبر على الحدود مع افغانستان.
