فيينا (رويترز) - ذكرت مصادر دبلوماسية يوم الاثنين انه من المعتقد ان إيران توسع انشطة تخصيب اليورانيوم في عمق أحد الجبال في خطوة من المرجح ان تزيد التوترات مع القوى الغربية التي تشتبه في ان طهران تسعى للحصول على قدرات اسلحة نووية. وتبرز خطوة زيادة الانشطة النووية الحساسة في موقع فوردو تحت الارض قرب مدينة قم المقدسة - حتى وان كانت متوقعة- التحدي الذي تبديه الجمهورية الاسلامية في مواجهة الضغوط الغربية المكثفة للحد من مثل هذه الانشطة. وأكدت ايران الشهر الماضي انها بدأت في تخصيب اليورانيوم بتركيز انشطاري 20 في المئة في موقع فوردو لتنقل بذلك انشطة تخصيب اليورانيوم لمستويات نقاء أعلى من موقع فوق الارض وذلك بهدف توفير حماية افضل لها من اي هجمات تشنها اسرائيل أو الولاياتالمتحدة. وفي التاسع من يناير انتقدت واشنطن- التي لم تستبعد القيام بعمل عسكري ضد ايران اذا باءت الجهود الدبلوماسية بالفشل لحل الازمة النووية القائمة منذ فترة طويلة- بدء العمل في محطة فوردو ووصفته بانه تصعيد اضافي "للانتهاكات المستمرة" من قبل ايران لقرارات الاممالمتحدة. وقال دبلوماسيون في ذلك الوقت إن إيران تقوم بتشغيل مجموعتين من اجهزة الطرد المركزي تحتوي كل واحدة على 174 جهازا لزيادة نسبة النظائر الانشطارية. وقالوا انه يجري تركيب المزيد من الاجهزة في الموقع. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب في الاغراض المدنية والعسكرية. وقال دبلوماسي يقيم في فيينا انه تم ايضا تركيب مجموعتين اضافيتين من اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم وانهما تتصلان بعضهما ببعض مثل المجموعة الاولى لزيادة كفاءة العمل. وأضاف الدبلوماسي "بدأ تشغيل مجموعة الاجهزة الثانية... معلوماتي تفيد بانهما تعملان ولا توجد اي مشكلات." وأعطى دبلوماسي اخر معتمد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصورا لتوسيع انشطة تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو دون ذكر اي تفاصيل. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري لا من ايران ولا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا والتي تقوم بعمليات تفتيش دورية للمواقع النووية الايرانية ومنها فوردو. وقالت ايران العام الماضي انها ستنقل انشطة تخصيب اليورانيوم لمستويات نقاء أعلى الى فوردو من محطة نطنز الرئيسية وتعزز قدراتها بشكل كبير. وقد يؤدي قرار نقل الانشطة-التي طالب مجلس الامن بتعليقها- لمنشآة تحت الارض الى زيادة تعقيد الجهود الدبلوماسية الرامية لحل الازمة سلميا. وتقول الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ان ايران تحاول اكتساب القدرات التي تمكنها من صنع قنابل نووية لكن طهران تصر على ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء والنظائر المشعة للعلاج الطبي. وقال البيت الابيض يوم الاثنين ان الرئيس الامريكي باراك اوباما شدد العقوبات على ايران حيث استهدف البنك المركزي ومنح البنوك الامريكية سلطات جديدة لتجميد الاموال المرتبطة بالحكومة. وبدأت ايران قبل عامين تخصيب اليورانيوم بتركيز انشطاري 20 في المئة في نطنز وهي نسبة اكبر كثيرا من نسبة 3.5 في المئة المطلوبة عادة لتشغيل محطات الطاقة النووية. وتقول طهران انها ستستخدم اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لتحويله الى وقود لمفاعل ابحاث ينتج النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان لكن المسؤولين الغربيين يشككون في ان يكون لدى ايران القدرة التقنية للقيام بذلك. ويقولون ايضا ان سعة منشآة فوردو التي يصل الحد الاقصى لها الى 3000 جهاز طرد مركزي اصغر من ان تتمكن من انتاج الوقود اللازم لمحطات الطاقة النووية لكنها تعد مثالية لانتاج كميات اصغر من اليورانيوم عالي التخصيب الملائم لبرنامج اسلحة نووية. ويتطلب انتاج قنابل نووية يورانيوم مخصب بنسبة 90 في المئة لكن الخبراء الغربيين يقولون ان الكثير من الجهد المطلوب لبلوغ ذلك تحقق بالفعل فور بلوغ بلوغ نسبة نقاء 20 في المئة مما يقلص الوقت اللازم للبدء في انتاج اي اسلحة نووية. وتباينت تقديراتهم للوقت الذي يمكن لايران من خلاله تصنيع سلاح نووي وتراوح ذلك من ستة اشهر الى عام أو اكثر. ويعتقد مسؤولون غربيون ان ايران لم تقرر بعد ما اذا كانت ستخصب اليورانيوم لمستوى صنع اسلحة لكنها تسعى فحسب لترسيخ القدرة الصناعية والعلمية لعمل ذلك اذا تطلب الامر من اجل حالات الطواريء العسكرية والامنية. ولم تكشف ايران عن موقع فوردو للوكالة الدولية للطاقة الذرية الا في سبتمبر ايلول عام 2009 بعد ان تبين لها ان اجهزة مخابرات غربية تمكنت من رصده.