رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - وقعت حركتا فتح وحماس يوم الاثنين اتفاقا في قطر لتشكيل حكومة وحدة من التكنوقراط المستقلين للضفة الغربية وقطاع غزة برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأدانت اسرائيل هذه الخطوة التي جاءت بعد فشل محادثات استكشافية اسرائيلية فلسطينية كانت تهدف الى استئناف مفاوضات السلام المتعثرة وتقول ان حماس لا يمكنها أن تشارك في أي مساع للسلام. ويهدف الاتفاق الذي وقعه عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الى تمهيد الطريق لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية ربما في وقت لاحق هذا العام وإعادة بناء قطاع غزة بعد الهجوم الاسرائيلي الذي استهدف حماس في 2008- 2009. ولم يتحدد جدول زمني لتنفيذ الاتفاق. ولم يسفر اتفاق للمصالحة بين فتح وحماس في مايو آيار 2011 عن نتائج تذكر لكن كلا الجانبين قالا انهما جادان بشأن تنفيذ الاتفاق الجديد. وتؤيد السلطة الفلسطينية بزعامة عباس التوصل الى اتفاق للسلام مع اسرائيل من خلال التفاوض يمنح الفلسطينيين دولة مستقلة في الضفة الغربيةوغزة تتعايش مع اسرائيل. أما حماس فيدعو ميثاقها الى القضاء على اسرائيل لكنها مستعدة للتوصل الى وقف لاطلاق النار الى أجل غير مُسمى. ولم تحل الحركتان مشكلة التعارض بين موقفيهما برغم الاتفاق الجديد وهو ما سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى إبرازه. وقال نتنياهو "حماس منظمة ارهابية تسعى لتدمير اسرائيل وتعتمد على الدعم من ايران... وقد قلت كثيرا في الماضي انه ينبغي للسلطة الفلسطينية ان تختار بين التحالف مع حماس والسلام مع اسرائيل. حماس والسلام لا يجتمعان." وأضاف نتنياهو انه اذا نفذ عباس اتفاق الدوحة "فقد اختار التخلي عن طريق السلام واختار حماس... لا يمكن الجمع بين النقيضين." وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري ان فتح وحماس تتجنبان القضية الاساسية وتنتظران رد فعل المجتمع الدولي وهذا يترك جميع القضايا المهمة دون حل. وقال دبلوماسي في المنطقة طلب عدم الكشف عن اسمه ان قادة حماس في غزة فوجئوا على ما يبدو باعلان الدوحة ومن المُرجح ان يثيروا تساؤلات مع مشعل الذي كان حتى وقت قريب يعيش في دمشق. وأضاف الدبلوماسي "الاتفاق في الدوحة لم يولد ولادة طبيعية أعني انه لم يأت بتنسيق كامل داخل حماس. المسألة كلها جاءت مفاجأة في غزة. يجب ان نتابع ما اذا كان سيكلل بالنجاح." وفاجأ مشعل حماس في ديسمبر كانون الاول باعلان انه لن يسعى لتمديد قيادته للحركة عندما تجرى الانتخابات الداخلية في مارس اذار. وقال محللون ان "استقالته" هي على الأرجح مسعى لتأكيد سلطته من أجل تخفيف سياسات حماس تماشيا مع عباس. ويقضي اتفاق يوم الاثنين بتشكيل حكومة من التكنوقراط المستقلين للاشراف على الاعداد لانتخابات في وقت لاحق هذا العام. وكانت هناك دعوات لاجراء انتخابات في مايو ايار لكن اللجنة الفلسطينية للانتخابات قالت انها تحتاج لمزيد من الوقت. وتعهد عباس ومشعل اللذان وقعا الاتفاق المسمى "اعلان الدوحة" في حضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني بضمان تنفيذه على وجه السرعة. وقال مشعل في تصريحات بثتها على الهواء قناة الجزيرة من قطر "نحن جادون.. نحن جادون.. نحن الطرفين الفتحاوي والحمساوي ومعنا كل القوى الفلسطينية والشخصيات الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج.. نحن جادون في انهاء صفحة الانقسام وتقرير وانجاز المصالحة على الارض.. تقرير وحدتنا الوطنية الفلسطينية في كل مجالاتها." وأضاف أن الفلسطينيين يريدون تحقيق الوحدة والتحرك قدما في "مقاومة العدو (اسرائيل) وتحقيق أهدافنا الوطنية." وقال عباس "نحن نعد أهلنا واخواننا في كل مكان أن يكون هذا الجهد موضع التطبيق بأقرب وقت ممكن." وقال مسؤول فلسطيني رفيع انه بموجب اتفاق اليوم سيشغل عباس منصب رئيس الوزراء محل سلام فياض. ولم يتضح على الفور ان كان فياض الذي كانت اقالته من شروط حماس للتوصل الى اتفاق سينضم الى عضوية الجكومة الجديدة ومتى ستشكل تلك الحكومة. ورحب فياض بالاتفاق ومن المتوقع أن يبقى في منصبه الى حين تشكيل الحكومة الجديدة. وجاء في بيان أصدره مكتبه أن فياض يعتبر الاتفاق "استجابة لتطلعات وطموحات أبناء شعبنا لاعادة الوحدة للوطن ومؤسساته باعتبار ذلك ضرورة وطنية ملحة." كما رحب اسماعيل هنية الذي يرأس حكومة حماس في غزة بالاتفاق وقال انه مستعد للمساعدة في تنفيذه. وكانت آخر انتخابات رئاسية وبرلمانية فلسطينية اجريت عام 2006. وفازت حماس في الانتخابات البرلمانية وشكلت لفترة وجيزة حكومة فلسطينية سرعان ما نبذها المجتمع الدولي وأقالها عباس لاحقا.