طرابلس (رويترز) - خاضت ميليشيات متنافسة معركة بالأسلحة النارية قرب مبان إدارية وفندق فاخر في وسط العاصمة الليبية يوم الاربعاء مما يُظهر مدى هشاشة الوضع الأمني في البلاد بعد ثلاثة أشهر من مقتل معمر القذافي. وقال مراسل لرويترز انه أمكن سماع تبادل نيران الاسلحة الثقيلة والخفيفة بمنطقة شاطيء الساعدي بطرابلس وهي منطقة على ساحل البحر المتوسط تطل عليها مبان إدارية شاهقة وفندق ماريوت. وأمكن أيضا سماع دوي أبواق سيارات الاسعاف وتصاعد الدخان من موقع القتال الذي استمر لمدة 40 دقيقة على الاقل. وأغلقت قوات وزارة الداخلية مسافة كيلومتر واحد من الطريق الساحلي لكنها لم تتدخل فيما يبدو. ومرت شاحنتان صغيرتان تابعتان لاحدى الميليشيات تحملان مدفعين مضادين للطائرات في اتجاه منطقة القتال. وقال مسؤول بوزارة الداخلية ان القتال كان بين رجال ميليشيا من مدينة مصراتة ووحدات من الزنتان. وشاركت الجماعات من المدينتين في القتال للاطاحة بالقذافي وتستخدم الان قوتها المسلحة لفرض نفوذها في ليبيا الجديدة. وقال المسؤول ناجي عواد الذي كان يراقب الاشتباكات من فندق ماريوت القريب ان القتال يدور بين جماعتين. واضاف ان ميليشيا مصراتة تسيطر على مبنى أكاديمية الشرطة على الطريق وتقاتل ميليشيا من الزنتان لكن الوزارة لا تعرف سبب اندلاع القتال. ويحاول المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا جهده لفرض سيطرته على البلاد وتشكيل جيش وقوة شرطة وطنية تستطيع أداء دورها بفاعلية. وتملأ الميليشيات المُدججة بالسلاح الفراغ الأمني. ورغم ان مقاتلي هذه الميليشيات يعلنون ولاءهم للمجلس الوطني الانتقالي الا انهم يتعاملون فقط مع قادتهم المحليين. وأقامت العديد من الميليشيات من خارج العاصمة قواعد لها في طرابلس. وتندلع الاشتباكات بين هذه الميليشيات بين الحين والاخر غالبا بسبب الخلاف على السيطرة على أحياء المدينة. وتمثل اشتباكات يوم الاربعاء المرة الاولى على مدى أسابيع التي تدور فيها معركة كبرى في وسط العاصمة.