صوت الكرواتيون بأغلبية على انضمام بلادهم للاتحاد الاوروبي في عام 2013 ، حسبما اظهر فرز معظم نتائج الاستفتاء الذي شاركوا فيه الاحد. واعلنت اللجنة الانتخابية بعد فرز نحو 99% من نتائج الاستفتاء بأن 66% من الكرواتيين قد صوتوا بنعم لانضمام بلادهم الى الاتحاد الاوروبي مقابل 33% صوتوا ضد هذا الانضمام. الا أن المسؤولين الكرواتيين عبروا عن خيبتهم لنسبة المشاركة المنخفضة في الاستفتاء التي وصلت لنحو 44% . وكانت كرواتيا قد وقعت على معاهدة الانضمام في العام الماضي، وستصبح عضوا في الاتحاد بعد تصديق الدول ال 27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على هذه المعاهدة ايضا. وسيأتي هذا الانضمام بعد أكثر من 20 عاما من انفصال كرواتيا عن يوغسلافيا السابقة بعد تفككها، ودخولها في حرب تواصلت من عام 1991 - 1995 لضمان استقلالها. وطلب في المشاركين في استفتاء الاحد من الكرواتين الاجابة على سؤال هل تؤيد عضوية جمهورية كرواتيا الاتحاد الاوروبي؟ . ولا يتطلب اقرار هذه العضوية سوى أغلبية بسيطة في الاستفتاء، حيث لا توجد عتبة محددة كحد ادنى مطلوب لاقرار نتيجة التصويت. وعبرت غالبية الاحزاب السياسية الكرواتية الرئيسة عن تحبيذها لهذه الخطوة على الرغم من الازمة المالية التي تعصف بالاتحاد الاوروبي. وقال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش بعد التصويت انه قرار تاريخي ... وربما نقطة تحول في تاريخنا . كما اشاد الرئيس ايفو يوسيبوفيتش بالاستفتاء واصفا اياه بأنه يوم عظيم لكرواتيا . مضيفا كرواتيا اختارت اوروبا والتشارك مع كل البلدان الديموقراطية الاوروبية . وكانت استطلاعات الآراء اشارت الى ان 60 في المئة من الكرواتيين يؤيدون انضمام بلادهم الى الاتحاد. ويخشى المعارضون من ان تقوض عضوية الاتحاد الاوروبي سيادة كرواتيا، التي لم تستقل الا منذ عشرين سنة فقط. ولكن مؤيدي الانضمام يقولون ان عضوية الاتحاد هو الخيار الاحسن للبلاد على المدى البعيد. وتعاني كرواتيا من مشاكل اقتصادية متشعبة، لعل اهمها البطالة التي وصلت الى معدلات مرتفعة. وقال الرئيس الكرواتي ايفو يوسيبوفيتش في رسالة وجهها الى شعبه عشية التصويت لن تخسر كرواتيا سيادتها او مواردها الطبيعية (عند انضمامها الى الاتحاد)، ولن تحكم بروكسل كرواتيا. لن تحل اوروبا مشاكلنا، ولكن ينبغي النظر الى الانضمام على انه فرصة عظيمة لكرواتيا. يذكر ان الحماس الذي استقبل به الكرواتيون اول الامر موضوع انضمام بلادهم الى الاتحاد الاوروبي قد فتر في الآونة الاخيرة، ولكن مع ذلك ما زالت الاحزاب السياسية الرئيسية تؤيد المشروع كما تؤيده غالبية الاقلية الصربية في البلاد. وفي تطور مفاجئ، بعث انتي غوتوفينا، القائد العسكري ابان الحرب الاهلية المسجون حاليا بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق الصرب، رسالة الى مواطنيه يحثهم فيها على التصويت بنعم في الاستفتاء. وكان تقاعس السلطات الكرواتية في القاء القبض على غوتوفينا - الذي يعتبره الكثير من الكرواتيين بطلا قوميا - من اسباب تأخر انضمام البلاد الى الاتحاد. وكانت ادانته في محكمة جرائم الحرب في لاهاي قد ادت الى انتشار موجة من المشاعر المعادية للاتحاد الاوروبي في كرواتيا.