قالت الشركة المشغّلة لسفينة الرحلات الإيطالية، التي اصطدمت بالصخور وجنحت قبالة السواحل الغربية لإيطاليا يوم الجمعة، إن قائد السفينة ربما يكون ارتكب أخطاءاً أدت للحادث. وأضافت الشركة في بيان، يبدو أن ربّان السفينة أبحّر على مسافة قريبة للغاية من اليابسة ولم يلتزم بإجراءات الطوارىء التي تتبعها الشركة . ويشتبه في قيام كابتن فرانشيسكو شيتينو بالقتل العمد لكنه ينفي أن يكون ارتكب ما يؤدي إلى ذلك. وكان ستة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم في الحادث بينما أعتُبر 15 شخصاً في عداد المفقودين فيما يكثّف غواصون من جهدهم للبحث عن ناجين أخرين. ويضيف بيان شركة كوستا غروسييري ، يبدو أن ربان السفينة اتخذ قرارا خاطئ، كان له تداعيات خطيرة . كما أن الطريق الذي اتبعته السفينة كان قريباً للغاية من الساحل، ومن المرجّح أن الربّان لم يلتزم بإرشادات الشركة المتبعة في الحالات الطارئة التي تتفق، وفي أحيان كثيرة، مع أفضل المعايير الدولية في هذه الحالات ، حسبما ذكر بيان الشركة. وشوهدت السفينة كوستا كونكورديا مائلة على جنبها قبالة ميناء جزيرة جيجيليو التي تقع في البحر الابيض المتوسط قبالة مقاطعة توسكاني الايطالية. وأُوُقف الربّان شيتينو على خلفية الاشتباه في قيامه بالقتل العمد، وقال النائب العام إن السفينة كانت قريبة للغاية من ميناء جيجيليو . بينما نفى ربان السفينة مسؤوليته عن الحادث وقال إن الصخور لم تكن ظاهرة على لوحة الإرشادات البحرية للسفينة. وتحدث الربان إلى التلفزيون الإيطالي قائلاً كان من المفترض أن نكون في مياه عميقة في هذه المنطقة لأننا كنا نبعد بنحو ألف قدم عن الصخور، ولم يكن من المفترض أن نصطدم بشىء . ونفى الربان إدعاءات المحققين بأنه غادر السفينة قبل انتهاء عمليات إجلاء ركابها، واصر على انه كان آخر من غادر السفينة . وتتحدث وسائل إعلام إيطالية عن أن ربّان السفينة المنكوبة اقترب بها من ميناء جيجيليو بغرض عمل استعراض لسكان الجزيرة . وقالت شركة كوستا غروسييري إن شيتينيو ، البالغ من العمر 52 سنة، يعمل في الشركة منذ 11 عاماً، وإنه التحق بها العام 2002 مسؤولا للأمن. وأصبح شيتينيو رباناً في العام 2006 بعدما قضى فترة يعمل كمساعد ربّان. مثل كل ربابنةأسطول السفن العاملة في الشركة، فقد شارك شيتينيو في برنامج تدريبي متواصل مجتازاً كل الاختبارات اللازمة لذلك ، حسبما قالت شركة كوستا غروسييري. وتم إلقاء القبض أيضاً على الضابط الأول في السفينة سيرو أمبروسيو . وتوقّعت شركة كارنيفال المالكة لشركة كوستا غروسييري خسارة 95 مليون دولار أمريكي هذا العام بسبب توقف السفينة عن العمل. وعثرت فرق الإنقاذ على جثة شخص في ممر السفينة يوم الأثنين، ورجّح مسؤولون أن يكون الشخص من النزلاء بسبب نوع سترة النجاة التي كان يرتديها. وانتشلت فرق الأنقاذ يوم الأحد جثتين لشخصين كبيرين في السن كانا عالقين في الجزء الذي اصطدم بالصخور من السفينة وغمرته المياه. والسفينة كوستا كونكورديا كانت في أول ليالي رحلتها في البحر المتوسط وعلى متنها أكثر من 4200 راكب، عندما اصطدمت بالصخور البحرية في ظروف جوية هادئة. وتعيق الظروف الجوية السيئة حالياً عمليات البحث عن ناجين في مئات من الغرف التي تأثرت بحادث الاصطدام. وقال فرانشيسكو باولو ترونكا المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيطالية: سنواصل البحث في أرجاء غرف السفينة كافة عن أي مظاهر للحياة أو نداءات استغاثة من الركاب . إنها عملية صعبة للغاية ، فنحن نتحدث عن مئات ومئات من الغرف في مستويات السفينة كافة . ويحكي أحد الناجين عن لحظات جنوح السفينة قائلاً كان هناك ارتباك، كأنك في فيلم سينمائي، الأطباق كانت تتهشم على الأرض، وهناك أُناس يحوالون الفرار إلى الخارج، وأخرون يقعون على الأرض .