كابول (رويترز) - الدفاع عن حقوق المرأة ليس سهلا دائما في أفغانستان حتى بالنسبة للرجال. فقد وجد فردوس صميم الطالب الجامعي صعوبة حتى في اقناع والدته بان دفاعه عن حقوق المرأة يستحق العناء. وقال صميم وهو يحتسي الشاي في حديقة مقهى في العاصمة الافغانية كابول "جزء من المشكلة في أفغانستان أن معظم النساء يفكرن مثل الرجال. "ليس لي اخت ولكني واثق انه اذا كان لي اخت وحاولت الخروج من المنزل فان أمي سوف تسألها الى اين ستذهب وماذا ستفعل وما سبب خروجها." وصميم واحد من مجموعة من الرجال يدعمون منظمة شابات من أجل التغيير. وهو عضو ضمن مجموعة صغيرة ولكن مهمة من النشطاء الذكور تساعد الافغانيات في كفاحهن من أجل حياة أفضل. والهدف المتواضع الذي يسعى صميم لتحقيقه خلال العقدين المقبلين تمكين النساء من السير في شوارع وأسواق أفغانستان دون ان يتعرضن للتحرش. وهذا الهدف المتواضع في حد ذاته هو تذكرة بحجم التحديات التي لا زالت تواجه الافغانيات. فالزواج القسري لا يزال شائعا بينما تسجن من تسقط فريسة للاغتصاب بتهمة "الزنا القسري" كما ان احتمالات وفاة المرأة في افغانسان اثناء الوضع أكبر منه في اي مكان اخر على ظهر الارض. ولا يرغب عدد كبير من الرجال ممن بايديهم سلطة تغيير اسلوب معاملة المرأة -من الملالي الى شيوخ القبائل -في الاستماع للناشطات. ولعب الرجال دورا مهما في الحركات النسائية حول العالم ولكن الفصل بين الجنسين في قطاع كبير من المجتمع الافغاني يضفي أهمية خاصة على دورهم في هذا البلد. وقال أحمد نادر نادري مفوض اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في أفغانستان ان فتح الابواب في وجه الناشطات اهم دور يضطلع به. وأضاف "حين نفتح الباب للوصول للملالي ونشركهم في المناقشات ..نذيب الجليد. ثم تأتي المتدربات ويتحدثن اليهم. ولكن نحن نبدأ أولا." وما زالت افغانستان تتعافى من النظام الاجتماعي شديد المحافظة الذي فرضته حركة طالبان والتي همشت القوانين المتشددة ابان حكمها من عام 1996 الى عام 2001 دور المرأة وحرمتها من حق العمل والتعليم وحرية الحركة. وتقول العديد من المنظمات المستقلة ان التمييز ضد النساء وقمعهن ما زال شائعا. ويقول نادري ان الرجال يعجزون في اغلب الاحوال عن ادراك تأثير قراراتهم على النساء. وهي مشكلة لاسيما في الحالات الخاصة بالزيجات القسرية أو سوء معاملة الزوجة او في حالات تزويج المرأة كاحد أشكال تسوية الخلافات. ويقول نادري "الاسر منغلقة تماما. حين تنضم امرأة لاسرة اخرى لن يعرف ما حل بها قط. معظم هؤلاء الشيوخ ومعظم اصحاب القرار لا يعرفون ما تكابده." وتعمل اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في افغانستان مع الشيوخ وتنظم ورش عمل وتنتج افلاما وثائقية واعمالا درامية لتبين مساويء العادات التي تنتهك حقوق المرأة. ويشير نادري الى أن الرجال الذين تصل اليهم لجنته غالبا ما تصدمهم المعلومات التي يطلعون عليها. ولكن تغيير اسلوب التفكير مهمة شاقة ويضيف نادري "ان العمل معهم عملية طويل الامد" ويعزي ايمانه بحقوق المرأة لانتمائه لاسرة تضم نساء قويات. وثمة قوانين لحماية النساء ولكن النشطاء يقولون ان المحاكم كثيرا ما تتجاهلها وفي بعض المناطق يتعرض المسؤولون للتهديد أو تقدم لهم الرشى لغض الطرف عن مناشدات النساء للحصول على مساعدة. وعلى الجانب الاخر من المدينة يوجد مكتب صغير مزدحم باكوام من الاوراق يعمل فيه الناشط لال جول المدافع عن حقوق النساء من اجل احدات تغيير من خلال منظمة حقوق الانسان الافغانية. وقد ساهم في جمع عدد من المحاميات لتولي قضايا خاصة بالنساء وتمثل النساء الان نحو ربع عدد المحامين المستقلين المسجلين وعددهم 1200. ويقول جول "من خلال محامي الدفاع لدينا نسجل قضايا النساء ونقدم لهن الخدمات القانونية ونحمي حقوقهن لاسيما في قضايا انتهاك حقوق الانسان مثل حالات الاغتصاب والزواج القسري والطلاق والعنف الاسري." وانخرط جول في الدفاع عن الحقوق المدنية بعد ان كابد تجربة أكثر شيوعا بين النساء وهي الزواج القسري. فقد خطب وهو في السابعة من عمره وعقد قرانه بينما كان مسافرا بعد ذلك بعشر سنوات. ويعترف نشطاء بان التغيير سيكون صعبا رغم ما يبذلونه من جهد لان التقاليد المحافظة من الصرامة لدرجة تعرض النساء اللائي يخرجن عنها للاضطهاد من جانب أسرهن. ويكافح النشطاء ضد افتراض شائع بان المدافعين عن حقوق المرأة يسعون لتنفيذ أجندة معادية للاسلام ومعادية لافغانستان. ويرى صميم ان الدفاع عن حقوق المرأة ليس متوافقا مع الدين والحس الوطني فحسب بل هو جزء منهما. وقال "اؤمن انني كي اكون مسلما صالحا وافغانيا صالحا من واجبي ان اكون انسانا صالحا واحترم حقوق الجميع." ويفيد النشطاء التعطش الكبير لحياة افضل. ففي ريف هرات يقول شيخ ملتح ومعمم انه يحشد الجهود في القرى القريبة لتشجيع تعليم النساء سعيا لخفض معدل وفيات الامهات المرتفع في المنطقة الغربية. وفي كابول يقول مهنيون شبان انهم يحتاجون جهود المرأة لاعادة بناء الاقتصاد بعد ثلاثة عقود من الحروب. ويقول فرهد أحمد من شركة المحاماة (الكسندر وصافي اند اسوشيتس انترناشونال) "لا يمكن ان ننمي افغانستان بدون مشاركة النساء. "ينبغي ان نشجع النساء في السياسة والحياة الاجتماعية والحياة الاقتصادية وجميع مناحي الحياة."