الخرطوم (رويترز) - قالت وسائل اعلام حكومية يوم الاحد ان القوات المسلحة السودانية قتلت خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة وهي أقوى جماعات التمرد في منطقة دارفور بغرب السودان مما يمثل ضربة شديدة للمسلحين في هذه المنطقة في الحرب المستمرة مع الخرطوم منذ نحو عشر سنوات. وتدور رحى صراع دارفور منذ ان حمل متمردون السلاح عام 2003 قائلين ان الحكومة المركزية أقصتهم عن هيكل السلطة السياسي والاقتصادي وانها تحابي القبائل العربية. وظهر ابراهيم باعتباره أحد أقوى قادة المتمردين. وفي عام 2008 شنت جماعته هجوما خاطفا على الخرطوم أسفر عن سقوط اكثر من 200 قتيل. وكانت السلطات السودانية تتعقبه منذ زمن طويل وكان قد لجأ الى ليبيا المجاورة خلال عهد الزعيم الراحل معمر القذافي حتى أطيح به مما حرمه من الملاذ الامن. وقال العقيد الصوارمي خالد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية ان أبرهيم قتل في وقت مبكر من صباح يوم الاحد لدى محاولته العبور الى جنوب السودان الذي انفصل في يوليو تموز بموجب اتفاق سلام ابرم عام 2005 الذي أنهى حربا أهلية أخرى بين الشمال والجنوب استمرت عشرات السنين. وصرح خالد للتلفزيون الحكومي "اشتبكت القوات المسلحة فى مواجهة مباشرة مع قوات المتمرد خليل ابراهيم وتمكنت من القضاء على خليل ابراهيم الذى لقى مصرعه مع مجموعة من قياداته وقطعت خط سير المجموعة التى كانت تخطط للوصول لدولة جنوب السودان." ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث باسم حركة العدل والمساواة للتعليق يوم الاحد لكن قناة الجزيرة نقلت عن شقيق ابراهيم تأكيده مقتله قائلا انه قتل في غارة جوية استهدفت موكبا عسكريا كان من ضمنه. ومن الممكن ان يكون مقتل ابراهيم - الذي كان كثيرا ما يوصف بأنه صاحب شخصية قيادية وجذابة - ضربة كبيرة لحركة العدل والمساواة لكن يتعذر قياس القوة الحقيقية للمقاتلين ومدى تماسكهم نظرا لاحكام السلطات السودانية الرقابة على دخول مناطق الصراع. وفي نوفمبر تشرين الثاني قالت الحركة انها شكلت تحالفا مع متمردين اخرين في دارفور في اثنتين من ولايات السودان الحدودية التي تعاني من الصراع حيث اندلع القتال وقت انفصال جنوب السودان. ويتساءل محللون عن مدى فاعلية هذا التحالف نظرا لانه نادرا ما تمكنت فصائل المتمردين العديدة في دارفور من الابقاء على التنسيق العسكري والسياسي على المدى الطويل. وتقول الاممالمتحدة ان ما يصل الى 300 ألف شخص ربما يكونون قتلوا في صراع دارفور في حين تقول الخرطوم ان عدد القتلى عشرة الاف. واتهمت المحكمة الجنائية الدولية الرئيس السوداني عمر البشير بتدبير مذابح جماعية وغيرها من الجرائم في المنطقة وهو ما تنفيه الخرطوم وتقول ان له دوافع سياسية. وفي حين ان العنف تراجع منذ القتل الجماعي في أول أيام الصراع فان الامن والنظام انهارا في المنطقة وأصبحت تعاني من هجمات من قطاع الطرق والميليشيات والجنود والجماعات القبلية في السنوات القليلة الماضية. وواصلت جماعات مختلفة منها فصيلا جيش تحرير السودان محاربة الخرطوم حتى رغم اتفاق سلام توسطت فيه قطر ووقعه السودان مع حركة التحرير والعدالة وهي جماعة تنضوي تحت لوائها جماعات أصغر. وترفض الجماعات الرئيسية منها حركة العدل والمساواة التوقيع على الوثيقة مما أحبط امالا في أن المنطقة ستشهد سلاما قريبا. وقالت حركة العدل والمساواة يوم ان مقاتليها اشتبكوا مع ميليشيات حكومية في مناطق من ولاية شمال كردفان وانها تعتزم التقدم الى العاصمة الخرطوم للاطاحة بحكومة البشير.