وصلت قوات من جيبوتي الثلاثاء إلى العاصمة الصومالية مقديشو لتعزيز قوات الإتحاد الأفريقي التي يبلغ قوامها 9000 رجل في مواجهة المتشددين الإسلاميين. وتعد جيبوتي هي الدولة الافريقية الثالثة التي تشارك بجنود في قوة الإتحاد الأفريقي. ويقول الإتحاد إنه بحاجة إلى مزيد من الرجال والعتاد حتى يتمكن من الاحتفاظ بالأرض التي استردها من قوات حركة الشباب الإسلامية المتشددة. كما أعلنت كينيا أن قواتها الموجودة بالفعل في جنوب الصومال ستنضم إلى قوات الإتحاد الأفريقي. وكانت كينيا قد أرسلت جيشها عبر الحدود إلى جنوب الصومال لمحاربة حركة الشباب الإسلامي التي دأبت على اختطاف الموظفين والجنود الكينيين في تلك المناطق. ومن المعتقد أن حركة الشباب الإسلامية مرتبطة بصلات قوية مع تنظيم القاعدة، وتخوض الحركة حربا ضروسا لإسقاط الحكومة الصومالية المؤقتة التي تدعمها الأممالمتحدة. وتشير التقديرات أن حركة الشباب لديها ما يتراوح بين 7 آلاف و9 آلاف مقاتل كما أنها تسيطر على أجزاء شاسعة من الأرض في جنوب ووسط الصومال. وأعلنت الحركة في أغسطس/آب الماضي أنها نفذت انسحابا تكتيكيا من مقديشو بعد معارك عنيفة مع القوات المدعومة من الاممالمتحدة. ولكن حركة الشباب واصلت هجماتها بالقنابل والمتفجرات في مقديشو، وأسفر هجوم شنته مطلع الشهر الحالي عن مقتل خمسة اشخاص في انفجار وقع في سوق مزدحمة داخل المدينة. ويقول قادة قوات الإتحاد الافريقي إنهم بحاجة إلى 20 ألف رجل حتى يمكنهم الاحتفاظ بمقديشو. وفي الوقت الراهن تقتصر قوات الاتحاد الأفريقي على وحدات صغيرة من كل من أواغندا وبوروندي، بينما أحجمت كل من نيجيريا ومالاوي عن الوفاء بوعودهما فيما يتعلق بإرسال قوات إلى الصومال. وقال محمد دوري مراسل بي بي سي في مقديشو إن طائرة تحمل القوات الجيبوتية قد هبطت في مطار مقديشو ، وأن هناك تقارير عن أن عدد تلك القوات يبلغ نحو 200 رجل، وأن من المتوقع أن ترفع جيبوتي قوام قواتها تباعا إلى 850 رجلا. يذكر أن جيبوتي تجاور الصومال في الحدود ويتكلم مواطنو البلدين لغة واحدة. ولم تحظ الصومال بحكومة مركزية ناجعة منذ أكثر من عشرين سنة، وقد تمزقت كدولة بسبب الصراعات الدامية على السلطة بين مختلف الفصائل فيها. وتقول الأممالمتحدة إن الصومال المصنفة كأفقر دولة في العالم تعاني من كارثة انسانية بسبب المجاعة التي ضربتها من جراء الجفاف ، وعجز جهات الإغاثة الدولية عن توصيل الطعام والدواء والماء إلى الجهات المتضررة بسبب الحرب.