تناولت بعض الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس بالتحليل إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن عودة آخر الجنود الأمريكيين بحلول أعياد الميلاد. صحيفة الديلي تلغراف كتبت عن التحديات والفرص في العراق الجديد. ثمانية أعوام مرت منذ قطع جنود بريطانيون وأمريكيون الحدود مع الكويت للإطاحة بنظام صدام حسين، وأمس أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن آخر الجنود الأمريكيين سيغادرون العراق بحلول أعياد الميلاد، والسؤال الذي لا بد أن يطرح الآن: هل كان ما أنجز بحجم الثمن الباهظ له ؟ تتساءل الصحيفة. أما الثمن فهو 4500 قتيل أمريكي و تريليون من الدولارات، بينما بلغت الخسائر البشرية البريطانية 179 قتيلا. خسائر العراق أيضا كانت باهظة، فقد اجتاحتها أعمال العنف الطائفي التي أدت إلى مقتل 112 ألف مدني عراقي. وكذلك تطرح الأسئلة حول مشروعية الحرب. أما تصريح أوباما أن الجنود الأمريكيين سيعودون مرفوعي الرؤوس فقد كان محقا فيه، حيث ليسوا مسؤولين عن الأخطاء التي ارتكبتها حكومتهم، كما ترى الصحيفة. قد لا تحوز وزارة نوري المالكي برضى الجميع، لكنها على الأقل جاءت إلى السلطة نتيجة انتخابات، حسب رأي الصحيفة. كذلك فقد بدأ العراق باستغلال موارده النفطية، وبلغ معدل الانتاج ثلاثة ملبايين برميل يوميا. وتخلص الصحيفة الى القول أن العراق الجديد يواجه تحديات، لكنه يوفر العديد من الفرص. أما صحيفة الجارديان فتنتقد في افتتاحيتها تصريح الرئيس الأمريكي أن القوات الأمريكية تغادر العراق مرفوعة الرأس، مكللة بالنجاح . ترى الافتتاحية أن الواقع على الأرض في العراق لا يبرر هذه التصر يحات الظافرة . وتستعرض الصحيفة حصيلة يوم واحد في العراق، يوم 14 ديسمبر/كانون أول، وهو يوم يعتبر هادئا نسبيا، فتجدها كالتالي: انفجار سيارتين مفخختين في تلعفر، ومقتل 3 أشخاص وجرح 35، انفجارات وإطلاق نار في كركوك، والموصل وبغداد، فهل هذه إشارات تدل على انتهاء الحرب؟ تتساءل الافتتاحية. وفي نهاية الافتتاحية تتساءل الصحيفة ان كان العراق الذي ستغادره القوات الأمريكية سيبقى حليفا للولايات المتحدة، وترى أن ذلك مستبعد، بل ترى أن إيران ستكون صاحبة النفوذ. واستحوذت المواضيع الاقتصادية على المساحة الأكبر في صفحات الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس، وسط أنباء عن وصول البطالة في بريطانيا الى مستوى قياسي. من تلك المواضيع تحليل نطالعه في صحيفة الفاينانشال تايمز عن انتفاع الأحزاب الشعبوية، خاصة تلك المناهضة للاتحاد الأوروبي، من الأزمة الاقتصادية التي تجتاح أوروبا. ويسوق معدا التحليل بيتر سبيغل من بروكسل وجوليا سيغريتي من روما عدة أمثلة من إيطاليا وهولندا وفنلندا والمجر لدعم استنتاجاتهما. في إيطاليا يتحدى ممثلو حزب رابطة الشمال برنامج رئيس الوزراء ماريو مونتي الإصلاحي، بينما تستجمع الأحزاب الشعبوية في كل من المجر وهولندا وفنلندا قواها للانقاضاض على برامج الأحزاب الليبرالية، متهمة إياها بالفشل والمسؤولية عن الأزمة الاقتصادية التي تجتاح القارة العجوز. ففي فنلندا تسبب حزب الفنلنديون الأصليون في التصويت على الثقة لحكومة يمين الوسط الأربعاء. يذكر أن نفوذ الحزب ازداد مؤخرا، وكان قريبا من الفوز في الانتخابات التي جرت في شهر ابريل/نيسان الماضي. ويعارض الحزب انضواء بلاده تحت لواء الاتحاد الأوروبي، ويقول ان ذلك يضطر فنلندا لتحمل تبعات مشاكل الآخرين. ويتوقع نفس الموقف في هولندا اليوم الخميس حيث سيعرض وزير المالية نتائج القمة الأوروبية على اللجنة المالية في البرلمان التي يتمتع بعضويتها المتحدث المالي باسم حزب الحرية اليميني الذي طالب بطرد اليونان من السوق المشتركة بدلا من إنقاذها. ولم يكن حزب الحرية اليميني هو المنتفع الوحيد من الأزمة الأوروبية في هولندا، فقد حققت أحزاب يسارية أيضا بعض المكاسب، مثل الإشتراكيين الذين يعارضون بدورهم السياسة الأوروبية لبلادهم. وفي المجر ازدادت قوة حزب يوبيك اليميني الذي يعارض عضوية المجر بالاتحاد الأوروبي ويرى أنها سبب الأزمة الاقتصادية فيها. وفي صحيفة الاندبندنت نتابع المراسلة ليان غاتشر في جولتها مع عمال الإغاثة في العاصمة الأفغانية كابول لتفقد أطفال الشوارع. منظمة أنقذوا الأطفال هي إحدى منظمات الإغاثة العاملة في أفغانستان. يجوب متطوعو المنظمة شوارع كابول بحثا عن أطفال يعيلون عائلاتهم من خلال بيع بعض السلع كالمحارم الورقية والصحف، بعضهم لا يرتدي ملابس ثقيلة تقيهم البرد، وبعضهم يعتبرون المعيلين الرئيسيين لعائلاتهم. يحاول المتطوعون مساعدتهم بأن يوفروا فرص عمل لآبائهم إن استطاعوا، وفي أسوأ الأحوال يوفرون لهم ساعة يوميا من اللهو واللعب في مراكز ترفيهية خاصة بالمنظمة. وتروي مراسلة الصحيفة قصة عمران، وهو طفل في التاسعة، يذهب الى المدرسة في الصباح وفي المساء يجوب شوارع المدينة عارضا بضاعته، فهو المعيل الوحيد لعائلة فيها خمسة أطفال آخرين جميعهم أصغر منه سنا. ينهي عمران عمله في التاسعة مساء، ثم يتوجه الى منزله مشيا على الأقدام، تستغرقه الطريق ساعة كاملة. أسوأ الحالات هي حالات الأطفال الذين فروا من منازل عائلاتهم، كما تقول إحدى المتطوعات. يحاول المتطوعون إعادتهم للعائلة، ولكن العائلات ترفض قبولهم في بعض الحالات.