التقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بزعيمة المعارضة في بورما والداعية للديمقراطية آنغ سو كي لإجراءات محادثات تمحورت حول الحقوق والديمقراطية في بلادها. ووصفت سوكي زيارة كلينتون لبورما بأنها لحظة تاريخية ، وأعربت خلال اجتماعهما عن ثقتها بأن بورما على طريق الديمقراطية . وكانت كلينتون قد التقت بسو كي مساء الخميس على مائدة عشاء، ضمن أنشطتها في أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أمريكي لبورما منذ خمسين عاما وتستمر معاناة بورما من النزاعات العرقية، وهناك المئات من المعتقلين السياسيين في سجون البلاد. وكانت كلينتون قد التقت قبل ذلك بالرئيس ثين سين أثناء زيارتها التي تهدف إلى تقييم التزام الحكومة البورمية بإجراء إصلاحات. وتبقي الولاياتالمتحدة على سلسلة من العقوبات فرضتها على عدد من كبار المسؤولين في بورما التي حكمها نظام عسكري منذ عام 1962 حتى العام الماضي. إلا أن حزمة من الإصلاحات تمت هذا العام أثارت التكهنات بأن عقودا من العزلة المفروضة على البلاد توشك على الانتهاء. وقالت كلينتون بعد اجتماعها بالرئيس الخميس إن الولاياتالمتحدة مستعدة للسير في طريق الإصلاحات إذا ما واصلتم السير في الطريق الصحيح . وبحثت كلينتون مع الرئيس مسألة تطوير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقالت إن الولاياتالمتحدة ستدعم إجراء بعض التغييرات البسيطة في علاقة بورما بالبنك وصندوق النقد الدوليين . في حين أشاد ثين سين وهو جنرال سابق وأحد قيادات النظام السابق بما أسماه الصفحة الجديدة في العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وكانت كلينتون قد التقت بسو كي في عشاء خاص في رانغون، وذلك في أول مرة تلتقي فيها السيدتان. وتشير كلينتون إلى سو كي كثيرا بأنها مصدر إلهام شخصي لها. ثم اجتمعتا معا للمرة الثانية وذلك في منزل سو كي الذي لازمته لسنين بسبب فرض الحكم العسكري الإقامة الجبرية عليها فيه. وقد تم مؤخرا إعادة تسجيل حزب سو كي الرابطة القومية من أجل الديمقراطية كحزب سياسي، ويتوقع أن تترشح في البرلمان في الانتخابات الفرعية المقبلة. وكانت الرابطة قد حققت فوزا ساحقا في انتخابات عام 1990، إلا أن النظام العسكري الحاكم رفض الاعتراف بالنتيجة ولم يسمح للحزب باستلام السلطة. وقضت سو كي معظم الأعوام العشرين التالية رهن الاعتقال، وأفرج عنها بعيد وصول الحكومة الحالية للسلطة. وكلينتون هي أول وزير خارجية أمريكي يزور بورما منذ زيارة جون فوستر دالاس عام 1955. ومن المقرر أن تختتم وزيرة الخارجية الأمريكية زيارتها بإجراء محادثات مع بعض أفراد الأقليات العرقية وقيادات الجمعيات الأهلية الناشئة في البلاد.