اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان مقتل 24 جنديا باكستانيا في غارة للحلف الاطلسي هو بمثابة "مأساة"، وفق ما نقل عنه الاثنين المتحدث باسمه مشددا على اهمية الحفاظ على العلاقات بين واشنطن واسلام اباد. وقال المتحدث جاي كارني في مؤتمره الصحافي اليومي "نأسف لمقتل هؤلاء الجنود الباكستانيين الشجعان"، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة "تتعامل بجدية كبيرة" مع هذا الحادث الذي اثار سخط باكستان. واضاف كارني "في ما يتعلق بعلاقتنا مع باكستان، ستبقى على الدوام علاقة تعاون وعلاقة معقدة جدا" في الوقت نفسه. وتابع "ثمة مصلحة فعلية للامن القومي الاميركي في الحفاظ على علاقة تعاون مع باكستان، لاننا نتقاسم مصالح في مكافحة الارهاب". واثر غارة الاطلسي، قامت اسلام اباد باغلاق حدودها مع افغانستان امام امدادات القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف وانذرت الاميركيين بضرورة مغادرة قاعدة جوية يعتقد انها تستخدم في غارات وكالة الاستخبارات الاميركية. ونفى الجيش الباكستاني الاثنين ان يكون عناصره بادروا الى اطلاق النار وتسببوا تاليا بغارة الحلف الاطلسي تلك. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" اوردت في عددها الصادر الاثنين نقلا عن مسؤولين افغان وغربيين ان اطلاق نار مصدره مركز عسكري باكستاني كان وراء غارات الحلف الاطلسي التي تمت بالقرب من الحدود مع افغانستان. وصرح الجنرال عباس لوكالة فرانس برس "هذا ليس صحيحا. انهم يختلقون الاعذار". واضاف ساخرا "وعلى اي حال اين هي خسائرهم لو حصل اطلاق نار من الجانب الباكستاني". وكانت اسلام اباد اعربت الاحد للولايات المتحدة عن "سخطها الشديد" من الغارة وامرت بمراجعة شاملة لعلاقتها المتوترة اصلا مع الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي. وتعد هذه الضربة الخطأ الافدح الذي ترتكبه قوات التحالف منذ انضمت اسلام اباد الى واشنطن في "حربها على الارهاب" مع نهاية 2001، وقد ساهمت هذه الغارة في تأجيج التوتر الذي تسببت به عملية الكومندوس الاميركية في شمال باكستان في الثاني من ايار/مايو الفائت وافضت الى مقتل اسامة بن لادن في عملية لم يتم ابلاغ اسلام اباد بها مسبقا.