واشنطن: ندد الرئيس الأمريكي باراك اوباما الاثنين بمقتل 24 جنديا باكستانيا في غارة لحلف "الناتو"، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد، حسبما قال المتحدث باسمه جاي كارني. ونقل كارني عن أوباما القول إن مقتل الجنود الباكستانيين هو بمثابة "مأساة" مشيرا إلى أن الإدارة "تأسف لمقتل هؤلاء الجنود الباكستانيين الشجعان". وأكد كارني أن الولاياتالمتحدة "تتعامل بجدية كبيرة" مع هذا الحادث الذي أثار سخط باكستان. وقال إنه "في ما يتعلق بعلاقتنا مع باكستان، فإنها ستبقى على الدوام علاقة تعاون وعلاقة معقدة جدا" في الوقت نفسه. وتابع قائلا إن "ثمة مصلحة فعلية للأمن القومي الأميركي في الحفاظ على علاقة تعاون مع باكستان، لأننا نتقاسم مصالح في مكافحة الإرهاب". وكانت باكستان قد قامت إثر غارة الأطلسي باغلاق حدودها مع أفغانستان أمام إمدادات القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة للحلف وأنذرت الأمريكيين بضرورة مغادرة قاعدة جوية يعتقد أنها تستخدم في غارات وكالة الاستخبارات الأميركية التي تتم باستخدام الطائرات بدون طيار. إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية قالت من جانبها على لسان المتحدث جورج ليتل "إننا ملتزمون ضد عدو في أفغانستان والجيش الأميركي مستعد لمواصلة هذه المعركة". ويعبر نحو نصف إمدادات قوات حلف الأطلسي المنتشرة في أفغانستان الأراضي الباكستانية، كما تعول الولاياتالمتحدة أيضا على جهود باكستان للتصدي لمتمردي القاعدة وطالبان الموجودين على أراضيها. ولم يؤكد المتحدث باسم البنتاجون معلومات مفادها أن باكستان أمرت الأمريكيين بالانسحاب خلال أسبوعين من قاعدة شامسي الجوية الواقعة جنوب غرب البلاد والتي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) قاعدة لشن هجمات الطائرات من دون طيار على متمردي القاعدة وطالبان. من جهته، أعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أمس الاثنين عن "قلق الإدارة الأمريكية حيال تداعيات هذا الحادث" على العلاقات الأميركية الباكستانية. وقال تونر للصحفيين "إن العلاقة مع باكستان تعرضت للعديد من الاخفاقات الكبيرة، لكنها أيضا علاقة صمدت رغم الاخفاقات والتحديات الكبرى لأنها تظل حيوية لبلدينا". وأكد أنه يتفهم تردد باكستان في المشاركة في مؤتمر بون حول افغانستان المقرر عقده في الخامس من الشهر المقبل، لكنه تدارك قائلا إنه "من مصلحة إسلام أباد أن تشارك في هذا المؤتمر". في هذه الأثناء، دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إلى إجراء "تحقيق دقيق" حول غارة حلف الأطلسي في باكستان والتي وصفا بأنها "ضربة غير مقبولة". وأفاد بيان للخارجية الروسية أن لافروف قال خلال اتصال هاتفي مع نظيرته الباكستانية هينا رباني خار إنه "على المسؤولين عن قوة حلف الأطلسي في أفغانستان (ايساف) أن يجروا تحقيقا دقيقا حول الحادث". وشدد لافروف على أن "انتهاك سيادة الدول في إطار التخطيط لعمليات مكافحة الإرهاب وتنفيذها، هو أمر غير مقبول".