تظاهر عدة مئات من الامازيع في ساحة مقر رئيس الوزراء الليبي يوم الاحد للتعبير عن غضبهم تجاه الحكومة الجديدة التي لم تتضمن أيا منهم. وصدم الامازيع عندما اعلن تشكيل الحكومة الليبية المؤقتة يوم الثلاثاء ولم يكن من بين اعضائها وعددهم 26 وزيرا أي وزير منهم. ويقول الامازيغ انهم يمثلون ما بين 10 و15 في المئة من السكان كما انهم لعبوا دورا مهما في الثورة التي اطاحت في النهاية بمعمر القذافي. وقال محمد كعبر طالب الدكتوراه وعضو الوفد الذي تحدث الى رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب ان الامازيغ لا يعترفون بهذه الحكومة وان على جميع الليبيين ان يعرفوا ان الامازيغ جزء قوي ومؤثر من ليبيا. وبينما كانت المحادثات جارية بالداخل ردد المتظاهرون امام المبنى هتافات طالبوا فيها بلقاء الكيب ودعوا الى المساواة بين الامازيغ والعرب. وقال كعبر ان الاجتماع اختصر ليتمكن الكيب من تهدئة الجموع الغاضبة. وإلى جانب مطالبتهم بدور اكبر في النظام السياسي الجديد في ليبيا يطالب الامازيغ بالاعتراف بلغتهم وثقافتهم وهو ما يثير التوتر بينهم وبين الاغلبية العربية في البلاد. وهذه القضية الشائكة واحدة من عشرات القضايا التي برزت في المجتمع الليبي بعد الاطاحة بالقذافي مما يشكل مزيدا من التحديات امام الحكام الجدد. وقال عبد السلام ساكي وهو مهندس بترول من بلدة زوارة الساحلية قرب الحدود التونسية مستنكرا هيمنة العرب "في سويسرا هناك اربع لغات رسمية احداها يتكلمها نصف في المئة فقط من السكان." وشق المحتجون الذين رفع اغلبهم علم الامازيغ بألوانه الصفراء والزرقاء والخضراء طريقهم أمام حراس الامن حتى وصلوا الى ساحة انتظار السيارات امام البناية التي تضم مكتب رئيس الوزراء المؤقت عبد الرحيم الكيب. وتوقف المتظاهرون امام باب البناية حيث منعهم حراس الامن من الدخول. وتزايدت هتافات المحتجين حتى ظهر الكيب وتحدث اليهم من خلال مكبر للصوت لكن صوته لم يكن مسموعا تقريبا. وبدلا من الاستماع اليه ردد المحتشدون هتافات تطالبه بالرحيل. وبعد عودته الى مكتبه تشاجر بعض المحتجين مع الحراس وحاولوا اقتحام البناية لكن المناوشات انتهت وتفرق المحتجون. وقال سليمان دوغة السياسي الامازيغي البارز ان الامازيغ قدموا ما يكفي من الدماء وانهم اعطوا لليبيا كل شيء. ولعب الامازيغ في ليبيا دورا حيويا في معركة الاطاحة بالقذافي وتسيطر ميلشياتهم الان على عدة احياء في العاصمة. وحاصر حشد من الناس من حي سوق الجمعة مساء السبت طائرة ركاب تونسية على مدرج مطار بطرابلس وعرقلوا اقلاعها لساعات. وكان المحتشدون يطالبون الحكومة باجراء تحقيق في مقتل عدد من المقاتلين من ميلشيا محلية. وقالت شركة طيران تونس اير لاحقا انها ستعلق رحلاتها الى طرابلس على ضوء هذا الحادث. وكان الكيب قد قال انه سيختار حكومة من التكنوقراط على اساس الكفاءة والقدرة على ادارة البلاد لا على اساس سياسي وطمأن البلاد الى أن الجميع سيكونون ممثلين في الحكومة. وعندما ثارت حفيظة الامازيغ لعدم اختيار امازيغي في التشكيل الوزاري قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يملك القول الفصل في التشكيل انه ينبغي للامازيغ ان يشعروا بالرضا لان أكبر قاض في البلاد منهم. وادهش الكيب الذي عاد الى ليبيا بعد سنوات من العمل الاكاديمي في الولاياتالمتحدة الكثيرين باسلوبه المباشر في التواصل فهو كثيرا ما يترك مكتبه ليتحدث الى الجماعات الغاضبة التي تنظم احتجاجات امام مكتبه. وغاب كثير من الشخصيات البارزة في ليبيا عن التشكيل الحكومي ويبدو انهم ينتظرون القيام بدور بعد الانتخابات المقررة العام القادم. ولم تنجح مهارات الكيب في مخاطبة الجمهور في تهدئة المحتجين الامازيغ خاصة وانه لا يملك شيئا يرضي به المحتجين الغاضبين . وقال كعبر بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء بالداخل "انه رجل جيد... لكن الواضح ان السلطة ليست في يده."