اصدرت ايطاليا سندات بقيمة 10 مليار يورو (13,2 مليار دولار) الجمعة مع وصول تكاليف الاقراض لمستويات قياسية وبينما يلتقي المفوض الاقتصادي للاتحاد الاوروبي بوزراء ونواب في روما لحث ايطاليا على تنفيذ إصلاحات. فقد ارتفع معدل الفائدة على السندات العشرية الحكومية فوق مستوى 7 بالمائة وهو ما يهدد بخروج الدين الايطالي البالغ 1,9 تريليون يورو عن نطاق السيطرة -- ما اثار مخاوف في مختلف انحاء العالم. واجرى المفوض الاوروبي اولي رين محادثات مع وزراء بالحكومة الجديدة التي يترأسها ماريو مونتي والتي تولت مقاليد البلاد في وقت سابق هذا الشهر بعد خروج حكومة سيلفيو بيرلوسكوني من السلطة اثر تمرد برلماني وموجة فزع اصابت الاسواق المالية. واضطرت ايطاليا للقبول بمراجعة لوضعها المالي يجريها مدققون من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي بينما قالت المفوضية الاوروبية انه قد يلزم فرض المزيد من اجراءات التقشف لاصلاح عجز الموازنة بحلول 2013. وكانت ايطاليا قد اقرت خطتي تقشف في وقت سابق هذا العام حينما بدأت المخاوف من حجم دينها الهائل وتباطؤ وتيرة الاصلاحات في زعزعة الاسواق. ووعد رئيس الوزراء التكنوقراطي الجديد ماريو مونتي باتخاذ اجراءات عاجلة لخفض الدين وتعزيز النمو في ثالث اكبر اقتصاد بمنطقة اليورو, ويحظى مونتى بدعم شعبي واسع غير انه لم يطبق بعد خططا واضحة. وشهدت اغلب البورصات الاوروبية والاسيوية انخفاضا الجمعة، بعد يوم من اجتماع بين ممثلين عن البلدان صاحبة اكبر ثلاث اقتصادات في منطقة اليورو وهو الاجتماع الذي ابرز التباين في مواقفها حول كيفية حل مشكلة الديون التي تعصف بأوروبا. وقبل المحادثات التي جرت في ستراسبورغ كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد دعا البنك المركزي الاوروبي للتحرك وتقديم قروض كملاذ اخير للبلدان المتعثرة في منطقة اليورو وإصدار سندات، وهي الخطوة التي رفضتها ألمانيا بشدة. ولكن عقب الاجتماع بين مونتي وساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل اصر الزعماء الثلاثة على عدم اضطلاع البنك المركزي الاوروبي بدور اكبر. وبرزت المخاوف ازاء سلامة الوضع المالي الاوروبي إلى الواجهة الاربعاء حينما لم تجد المانيا مشترين لسندات عشرية بقيمة تربو على ملياري يورو. ورغم ان السندات الالمانية تمثل المعيار الممتاز لديون اليورو الا ان برلين لم تتمكن من استقطاب مشترين سوى ل3,9 مليار يورو من إجمالي ستة مليارات يورو طرحتها للشراء، ما يشير الى ضعف ثقة المستثمرين حتى في افضل الارصدة الاوروبية واكثرها أمانا. وتأتي زيارة رين الى روما الجمعة في وقت قدره المفوض الاقتصادي الاوروبي بالحاسم بالنسبة لمنطقة اليورو التي تضم 17 عضوا. وقال رين للصحافيين خلال زيارة الى هلسنكي الخميس "أمامنا اما تفكك منطقة اليورو ببطء او تعزيز الاتحاد النقدي بقوة". ولم يرغب رين في التعليق على رد فعل المستثمرين المخيب للامال من شراء السندات الالمانية، ولكنه حذر بقوله ان "الازمة التي بدأت في اليونان وانتشرت لتشمل بلدانا مختلفة في الاتحاد الاوروبي باتت الان تمس بلدانا اقرب الى قلب الاتحاد بل حتى عصب الاتحاد الاوروبي". وقال رين ان ما يلزم هو "اتخاذ قرارات شجاعة وثابتة دون تلكؤ" خلال اجتماعات الثلاثاء المقبل لمجموعة منطقة اليورو في بروكسل. وانعكس ضرر ازمة الديون على الاتحاد الاوروبي بشكل اكبر الخميس حينما اعلنت وكالة موديز للتصنيف المالي عن خفضها علامة سندات الحكومة المجرية درجة واحدة الى العلامة (بي ايه1) مع توقع سلبي. وقالت موديز ان قرارها يرجع بالاساس للشكوك تجاه "قدرة المجر على الوفاء بأهدافها بشأن تعزيز وضعها المالي وخفض ديون القطاع العام على المدى المتوسط، نظرا لارتفاع تكاليف التمويل وتراجع النمو".