تواصلت اجواء التوتر بين المعتصمين في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية وقوات الامن طوال ليلة الاحد/الاثنين ودخلت الاحتجاجات يومها الثالث بعد يومين من المصادمات قتل فيها نحو 13 شخصا على الاقل واصيب المئات. وعاد المحتجون الى ميدان التحرير منذ مساء الاحد بعد ان محاولة من قوات الامن لاخلاء الميدان في هجوم على المتظاهرين اسقط قتلى وجرحى. وفي وقت مبكر من فجر الاثنين، اكد امام مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين للتلفزيون الرسمي انه توصل الى اتفاق مع قوات الامن، موضحا ان الهدوء عاد الى الميدان. وأوضح انه التقى وفدا من الجيش وقوات الامن بهدف تطبيق هذا الاتفاق الذي يمثل هدنة ووقفا لاطلاق النار. بيد ان صباح الاثنين شهد تبادلا محدودا لرشق الحجارة من المحتجين وقنابل الغاز المسيل للدموع من الشرطة. وافاد مراسلون بأن المتظاهرين رشقوا خلال الليل قوات الامن بالحجارة والقنابل الحارقة، فردت عليهم باطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. واشتعل الميدان بهتافات ضد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/شباط الماضي. كما شهدت مدن الاسكندريةوالسويس واسوان صدامات ايضا بين قوات الامن والمتظاهرين. وذكر التلفزيون المصري الرسمي نقلا عن وزارة الصحة مساء الاحد ان 10 قتلى و214 مصاب سقطوا في صدامات الاحد. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصادر في وزارة الصحة المصرية احصاءها لسقوط نحو 1700 جريح في عموم الاحتجاجات منذ يوم السبت. وشهد يوم الاحد اطلاق افراد من الشرطة العسكرية، يرتدون بزات اشتباك قتالية، قنابل الغاز المسيل للدموع في تجدد المواجهات مع المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة. ودارت مواجهات عنيفة ليلا بين المتظاهرين وقوات الامن في الشوارع المحيطة بمقر وزارة الداخلية الواقعة قرب ميدان التحرير. وأظهرت لقطات تلفزيونية افرادا من الشرطة المصرية وهم يحاولون تفريق محتجين بضربهم بالهراوات، ولكن بلا جدوى. وقال مراسلنا خالد عز العرب إن المحتجين عادوا مجددا إلى الميدان مساء الأحد بعد انسحاب مفاجئ لقوات الشرطة والشرطة العسكرية. وأحرقت خلال تلك الاشتباكات بعض الآليات والدراجات النارية، بعد ان أفرغ وسط الميدان من المتظاهرين المتراجعين الى الشوارع الجانبية. وقال عبد الله عبد الرحمن المسؤول عن مستشفى ميداني في التحرير ان ثلاثة اشخاص توفوا اختناقا خلال الاشتباكات. وذكر محمد فتوح، الذي يدير مستشفى ميدانيا في ميدان التحرير، انه تلقى ثلاث جثث اضافية تحمل اثار رصاص حي, بعدما كان اطباء افادوا بمقتل اربعة اشخاص احدهم بالرصاص الحي وثلاثة نتيجة تنشق الغاز المسيل للدموع. وفي تلك الاثناء، عقدت الحكومة المصرية اجتماعا استمر عدة ساعات قبل ان تتوجه بالكامل الى مقر المجلس العسكري الحاكم لاجتماع اخر. وقد رشق بعض المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة قوات مكافحة الشغب بالحجارة، مرددين هتافات تنادي بضرورة تسليم المجلس العسكري السلطة إلى حكومة مدنية. وقالت يولاند نيل مراسلة بي بي سي في القاهرة ان الخيام عادت مجددا الى ميدان التحرير يوم الاحد، وبدا الميدان كما كانت صورته اول ايام الثورة ضد الرئيس السابق حسني مبارك. كما اقيم مستشفى ميداني لمعالجة الجرحى من المحتجين، وأغلق الميدان أمام حركة السيارات والمركبات، وأقفلت معظم مقرات الشركات والمحال المحيطة بالميدان. وفي سياق ردود الفعل الدولية ، دعا الاتحاد الاوروبي على لسان مفوضة الشؤون الخارجية الاوروبية كاترين اشتون السلطات المصرية الى احترام حقوق الانسان والى الاستجابة لطموحات الشعب المشروعة لاقرار الديموقراطية. وبعد ان اشارت الى الصعوبات والتحديات التي تكتنف المرحلة الانتقالية في مصر خلصت اشتون الى القول فيما تستعد مصر للتوجه الى صناديق الاقتراع لمناسبة اول انتخابات ديموقراطية وشفافة، ما زلت اثق بأن الشعب المصري والسلطات سيجدان سبيلا للتقدم في شكل سلمي وسينجحان في تجاوز التحديات . كما دانت وزارة الخارجية البريطانية استخدام العنف ، ودعا وزيرا الخارجية الالماني غيدو فسترفيليه والايطالي جوليو ترسي دي سانتا اغاتا الى التهدئة. وكانت محافظات مصرية اخرى إلى جانب القاهرة مثل الاسكندريةوالسويس وأسوان شهدت مصادمات لليومين على التوالي. وتجمع نحو 800 شخص أمام مديرية الأمن في الاسكندرية وهتفوا قائلين الداخلية بلطجية . وسمع شاهد دوي أعيرة نارية على نحو متكرر في المنطقة. ولم يتضح ما إذا كانت أصوات رصاص حي. وحمل شخص مخضب بالدماء الى مستشفى على دراجة نارية ووردت تقارير فيما بعد بأن شابا عمره 25 عاما لقي حتفه. وتجمع حوالى ألف أمام مركز للشرطة في مدينة السويس بشرق البلاد وألقوا حجارة عليه وحاولوا اقتحامه. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأعيرة في الهواء. في غضون ذلك، أعلنت الحكومة المصرية أنها ملتزمة بإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها رغم الاحتجاجات. وقالت الحكومة في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي إنها تؤيد الشرطة في المواجهات مع المحتجين ونفت أن تكون الشرطة أطلقت أي نوع من الرصاص على المحتجين. وأعلنت جماعة الاخوان المسلمين في موقعها على الانترنت انها لن تقبل أي تحرك لتأخير الانتخابات البرلمانية.