في الصحف البريطانية الصادرة صباح الإثنين نطالع مقالات عن نفوذ قطر المتنامي والمواجهة بين المؤسسة العسكرية المصرية والشعب وكذلك الآمال المنوطة برئيس ةوزراء إيطاليا الجديد. في صحيفة الغارديان تكتب الروائية المصرية المولد أهداف سويف مقالا تقول فيه إن اعتقال الجيش الناشط علاء عبدالفتاح هو هجوم على روح الثورة المصرية التي يبدو أنها الآن أصبحت في مواجهة الشعب. تقول سويف ان لم يكن للثورة المصرية قادة، لكن مع مرور الوقت برزت شخصيات تدافع عنها وتتحدث باسمها وتدفعها للأمام، وأحدهم الناشط علاء عبدالفتاح (الذي هو ابن شقيقة الكاتبة). وعرضت الكاتبة بعض نشاطات عبدالفتاح، ومنها مشروعه لتشجيع الشعب على صياغة الدستور بدلا من النخب السياسية. يقول عبدالفتاح ما جدوى الدستور اذا لم يشارك الشعب في صياغته؟ الاقتراحات التي ترد من تحالف النخبة كارثية، فهي تريد تنصيب المؤسسة العسكرية كوصي حام للطابع المدني للدولة، علما بأن تاريخ المؤسسة يشهد بطابعها القمعي . ودخل علاء في مواجهة كبرى مع المؤسسة العسكرية بعد مهاجمة الجيش لمظاهرة سلمية لأقباط مصريين في التاسع من أكتوبر/تشرين أول، حيث قتل خلال تلك المظاهرة صديقه مينا دانييل، كما تقول الكاتبة. وتوجه علاء الى المستشفى وبدأ مع أصدقائه حث عائلات الضحايا على المطالبة بتشريح جثث ضحاياهم خوفا من إصدار المستشفى شهادات وفاة طبيعية . ساهم علاء وأصدقاؤه في المستشفى في تهدئة خواطر عائلات الضحايا، منعا لاندلاع فتنة طائفية، وحثوها على المطالبة بالتحقيق في ظروف مقتل أبنائها وبناتها. وتقول الكتابة إن علاء رفض أن تتولى محكمة عسكرية محاكمته، وتضيف ان استهداف علاء هو هجوم على روح الثورة، وهو ما دعا الناشطين للاحتجاج في مصر وفي 23 مدينة في أنحاء العالم، وإلى بدء والدة علاء، ليلى سويف، غضرابا عن الطعام. وختمت سويف مقالها بالقول ان قوة ردود الفعل على انتهاك حقوق الإنسان واستهداف الشبان يشير إلى أن الثورة قد تشتعل مرة أخرى. ومن المواضيع التي شغلت الصحافة البريطانية استقالة رئيس الوزراء البريطاني سيلفيو برلسكوني وتعيين ماريو مونتي خلفا له. وجاءت افتتاحية صحيفة الفاينانشال تايمز بعنوان إعادة تشغيل المحرك الإيطالي المتعطل . بالكاد شهدت إيطاليا أسبوعا أطول من الأسبوع الماضي ، هكذا تستهل الصحيفة افتتاحيتها، فنسبة على السندات الحكومية وصلت 7.48 في المئة، وهو مؤشر لتردي الوضع المالي للبلاد. إعلان الحكومة التزامها بفرض رزمة من الاصلاحات جرى الاتفاق عليها مع بروكسل هدأ من روع الأسواق وعجل في استقالة برلسكوني، وتطلع أوروبا الى حقبة جديدة مع الإدارة الجديدة التي يترتب عليها إعادة الثقة الى المستثمرين والحلفاء. على الصعيد الاقتصادي تكتسب الإصلاحات الرامية لتحفيز النمو أفضلية، مما يعني ضرورة إصلاح سوق العمل الإيطالي، وجعل قطاع الخدمات أكثر قدرة على المنافسة، كذلك يجب إصلاح نظام الضرائب. من المهام التي تنتظر الحكومة الجديدة إقامة جسر الثقة بين الناخبين والسياسيين، وكخطوة أولى يجب تخفيض تكاليف النتظام السياسي، يتبعها تغيير النظام الانتخابي بما يمنح الناخبين حق انتخاب ممثليهم. وتختم الصحيفة الافتتاحية بالقول ان إصلاحات كهذه كفيلة بتعبيد الطريق أمامن الانتخابات القادمة التي سيتوجه اليها الناخبون بثقة في المستقبل. وفي صحيفة الاندبندنت كتب روبرت فيسك مقالا بعنوان تصعيد الجامعة العربية في مواجهة سورية يظهر أن قطر بدأت بشد عضلاتها . هل بدأ الربيع العربي بالتأثير على الجامعة العربية أم أن الطموح القطري كان وراء انتفاضها؟ يطرح فيسك السؤال. فجأة تحولت الجامعة العربية، المنظمة الأكثر غباء وعجزا في تاريخ العالم العربي، من فأر إلى أسد، وزأرت بأنها ستعلق عضوية سورية فيها اذا لم تنه الأخيرة أعمال العنف التي ترتكب ضد المدنيين ولم تسحب دباباتها ومدرعاتها من المدن وتبدأ بالتحدث إلى المعارضة. ردت سورية بأناه أوفت بتعهداتها للجامعة، وان قرار تجميد عضويتها غير قانوني وفيه مخالفة لميثاق الجامعة. لكن التأمل في عدد الأصوات التي دعمت قرار تجميد العضوية لن يجلب السعادة للنظام السوري، فمن أصل 22 دولة امتنعت العراق عن التصويت، ويرجع الفضل في هذا الى جورج بوش، بينما عارضته لبنان وسورية لوحدهما. نفوذ قطر في العالم العربي بدأ يتضخم، كما يقول الكاتب الذي يضيف إنها ساهمت بالأموال والطلعات الجوية بالاطاحة بمعمر القذافي في ليبيا. لن تكون هناك مناطق حظر جوي فوق سورية، وتحبذ إسرائيل بقاء الأسد في السلطة، كما يرى فيسك، على أساس ان لا أحد يعرف من يمكن أن يخلفه. ليس هناك عربي واحد يرغب برؤية حرب أهلية تمزق سورية، يقول الكاتب، واستبعد مدير وكالة المخابارت المركزية الأمريكية ليون بانيتا تدخلا أمريكيا، لكن التهديد بتطبيق عقوبات اقتصادية على سورية هو مصدر قلق حقيقي لبلد اقتصاده بدأ بالتداعي فعلا.